الأزهر الشريف أعلي مؤسسة دينية في مصر وأعلي مرجعية في العالم الإسلامي شيوخه دائما يحاول جميع الحكام التقرب منهم والاستعانة بهم وقوته مستمدة من شيوخه نظرا لمكانة الأزهر في نفوس المصريين والمسلمين عامة هناك47 عالما تناوبوا علي هذا المنصب, الذي بدأ رسميا عام1101 ميلادية الفترة الأخيرة شهدت توترا كبيرا بين شيوخ الأزهر الشريف. حينا وتقارب في الحين الآخرلدرجة أن البعض أرجع ضعف الأزهر في الفترة الأخيرة بعد اختيار شيخ الأزهر عن طريق التعيين من قبل الحاكم ومما لاشك فيه أن شيوخ الأزهر الشريف علي مر التاريخ منذ نشأته حتي الآن سجلوا مواقف شجاعة في مواجهة الحكام نظرا لضيق المقام فاننا ولو نظرنا لوجدنا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي والذي تولي المشيخة بعد أن كان رئيسا لجامعة الأزهر بعد وفاة الإمام الراحل محمد سيد طنطاوي, تولي مسئولية المشيخة في ظروف صعبة جدا تمر بها البلاد فالطيب حتي في أول صدام له مع الحاكم حيث تم تعينه من قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك أثناء فترة علاجه خارج مصر وكان وقتها الطيب عضوا بالمكتب السياسي للحزب الوطني, وأعلن الطيب تقديمه لاستقالته من المكتب السياسي فور صدور قرار تعينه شيخا للأزهر وجاء قرار إعلان الطيب قبل مجئ مبارك من ألمانيا مماأغضب الرئيس المعزول الأمر الذي جعل الطيب يؤكد وقتها أنه لايجوز له الجمع بين العمل السياسي ووجوده شيخا للأزهر. كما تصدي الطيب للرئيس المعزول محمد مرسي في اصدار قانون الصكوك الذي أرادت جماعة الاخوان المسلمين تمريره, بالإضافة إلي محاولات جماعة الإخوان المسلمين في السيطرة علي الأزهر الشريف بالاضافة إلي رعاية فكرة المصالحة بين جميع التيارات الموجودة بالمجتمع المصري بعد ثورة25 يناير وتقديم وثيقة الأزهر الشهيرة. كما أعاد الطيب الدور الكبير للأزهر علي المستوي العالمي وقطع العلاقات مع الفاتيكان وعدم عودتها الابعد اعتذار بابا الفاتيكان رسميا بعد الاساءات التي قدمت للإسلام أما الإمام الأكبر الراحل الدكتورمحمد سيد طنطاوي, حسب رواية الدكتور محمود مهني عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وأحد تلامذة الامام الراحل أن الدكتور طنطاوي رفض تقديم استقالته بعدما طلب منه مبارك ذلك وقطع الخطاب الذي جاء منه من مبارك وقام بالاتصال به قائلا له أنه لايستطيع أحد اقالته. وأوضح الدكتور محمود مهني أن نظام مبارك عندما رفض طنطاوي تقديم استقالته طلب من الطبيب المعالج لطنطاوي باصدار تقرير يفيد عدم قدرة طنطاوي علي الإقامة بعمله حتي يستطيعوا اقالته إلا أن الطبيب رفض ذلك. وأشار إلي أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وضع الشيخ طنطاوي علي رأس القوائم التي تعتبر أعداء لأمريكا بسبب رفضه تغيير تاريخ تراث الأزهر.. أما الشيخ جاد الحق علي جاد الحق, الذي تولي المشيخة في الفترة من1982 إلي1996 في عهد الرئيس السابق حسني مبارك, فقد كان شديدا في الحق ونصرة الإسلام, وهو صاحب الفتاوي التي تحدت مبارك, ومن مواقفه المشهودة أنه قام في مؤتمر وتمسك بموقفه أن فوائد البنوك ربا محرم شرعا, كما كان له موقف مشهود عندما خاض معركة شرسة في مؤتمر القاهرة الدولي في عام1994, ضد بعض البنود الواردة في مسودة إعلان مؤتمر القاهرة الدولي للسكان, وقال: إن مصر بلد الأزهر لن تصدر بها قرارات تناهض الأديان وتعتدي علي الكرامة الإنسانية, وكان من هذه البنود.. إباحة العلاقات الجنسية الشاذة بين الرجل والرجل, وبين المرأة والمرأة, وإباحة حمل العذاري الصغيرات والحفاظ علي حملهن, وإباحة إجهاض الزوجات, وقد تصدي الشيخ جاد الحق لها, وأصدر بيانا من مجمع البحوث الإسلامية, يرفض فيه هذه القرارات. وهناك أيضا موقف له من مسابقة ملكات جمال النيل, بعدما صدر في جريدة الأهرام إعلان عن هذه المسابقة, وكتب الشيخ مقالا في ذات الجريدة يقول فيه: أوقفوا هذا العبث الذي يسيء للإسلام, وكان مبارك نفسه يخشي الشيخ جاد الحق علي جاد الحق, أما الشيخ عبد الحليم محمود, الذي تولي المشيخة في الفترة من1973 إلي1978, فقد كان معارضا للسلطة وحاول إعادة دور الأزهر, واختلف مع السادات عندما حاول تقليص دور شيخ الأزهر, وعارض بشدة قانون جيهان السادات للأحوال الشخصية, وأكد عدم مطابقة بعض مواده للشريعة الإسلامية, ومع ذلك تصر الدولة علي إصداره فرفض بشدة, ولوح باستقالته, فتم التراجع قليلا ثم أعادوا المحاولة مرة أخري قبل وفاة الشيخ, إلا أنه قال: بعد قليل لن تجدوني ولن تحتاجوا إلي للموافقة علي صدور القانون بعدها توفي الشيخ, ولم يصدر القانون. كما وقف الشيخ محمود شلتوت, الذي تولي المشيخة في الفترة من1958 م إلي1963 م, في وجه عبد الناصر, وأجبره علي رفض قانون الأزهر, الذي كان يهدف لتحجيم دور الأزهر ووضعه تحت تصرف الدولة, وظل الشيخ شلتوت يعارض عبد الناصر في هذا القانون, حتي تقدم باستقالته من منصبه, وتولي بعده الشيخ حسن مأمون في الفترة من1963 م إلي1969 م, والذي كان من المدافعين عن القوانين الاشتراكية التي كان يسنها عبد الناصر, حتي أنه وصف الإخوان المسلمين بأنهم مجرمون في إحدي خطبه. وفي سنة1950 تولي الشيخ عبد المجيد سليم, منصب شيخ الأزهر, ومن مواقفه أنه انتقد الملك فاروق بسبب رحلة شهر العسل التي قام بها مع زوجته ناريمان صادق, في وقت كانت فيه الحكومة ضغطت ميزانية الأزهر لانتشار حالة الفقر بين المصريين. وقال الشيخ وقتها مقولته الشهيرة صيدا هنا وإسرافا هناك, فأقاله الملك فاروق من منصبه ثم عاد إليه عام1952, وفي17 سبتمبر سنة1952 قدم استقالته. ومن شيوخ الأزهر الذين وقفوا أيضا في وجه الديكتاتورية الشيخ إبراهيم حمروش, الذي تولي المشيخة في الفترة من1951 م إلي1952 م, حيث رفض تدخل السلطة في شئون الأزهر. رابط دائم :