يبدو أن إدارة أوباما تتوالي عليها الضربة تلو الأخري, بحيث أصبحت الانتقادات الداخلية لسياسة أوباما أشد من الانتقادات الخارجية, فقد عانت هذه الإدارة منذ مجيئها من تركة ثقيلة تمثلت في الإدارة السيئة لبوش الابن, وأمل الأمريكيون أن تتحسن الأوضاع بمجئ أوباما الذي يبدو أنه لم يكن علي مستوي الآمال, فقد ظهر فشله وتخبطه الكبير في تعامله مع أزمات الربيع العربي وفي القلب منها مصر وسوريا, وبروز القطب الروسي من جديد, الدرجة التي تأثرت فيها العلاقات الأمريكية مع معظم دول الشرق الأوسط, ثم تلي ذلك فضيحة التجسس علي حلفاء الولاياتالمتحدة في ظل أزمة مالية داخلية, حتي يمكن القول أن ثقة المجتمع الدولي في قيادة الولاياتالمتحدة بدأت في الاهتزاز. وتهدد السياسات الحالية لباراك أوباما الرئيس الأمريكي الشركات الدولية مع الولاياتالمتحدة وسط انزعاج عالمي من فضائح التجسس والتحركات الأمريكية الخاطئة بالشرق الأوسط حتي أصبحت العلاقات مع أقرب الحلفاء لواشنطن في حالة حرجة حيث تتآكل ثقة المجتمع الدولي في الوقت الراهن بأوباما كزعيم وفي الولاياتالمتحدة كحليف يعتمد عليه. فوفقا لشبكة فوكس نيوز الأمريكية فإن السياسة الخارجية لأوباما أصبحت صداعا في رأس الولاياتالمتحدة وينظر إليها في كثير من الأوساط في الداخل والخارج علي إنها تفتقر إلي الموضوعية والخبرة وخاصة بعد انفجار الخلافات في أوروبا والشرق الأوسط وأدت إلي حالة كبيرة من الاستنكار العام لدرجة أن نائبة الكونجرس البارزة ميشيل باخمان طالبت بمحاكمة أوباما لاساءة استخدام سلطته في اجتماع لحزب الشاي الأمريكي الثلاثاء الماضي بالإضافة إلي تصريح لنائب رئيس أمريكا السابق ديك تشيني الذي قال فيها أن سياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط ذات كفاءة. ومن جانبها قالت صحيفة يو أس توداي أن هناك سخطا متزايدا من السياسة الأمريكية بعد الضجة التي تسبب فيها إدوارد سنودن بعد كشفه عن تجسس وكالة الأمن القومي علي أكثر من35 رئيس دولة في العالم بما فيهم إنجيلا ميركل المستشارة الألمانية ووفقا لإدوارد جوزيف, المحلل السياسي في مركز العلاقات عبر الأطلسي بجامعة جونز هوبكنز فإن التقلبات في سياسة أوباما ومحاولاته للانخراط مع أنظمة دولية غير مرغوب فيها يؤجج نار الغضب الدولي حيث بدأت أكثر من دولة في مراجعة علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وكسر التعاون معها من بينها البرازيل وألمانيا وفرنسا ومصر والسعودية وغيرها من الدول حتي إسرائيل ابنتها المدللة فيما يعد ناقوس خطر ومؤشراعلي تفكك سمعة أمريكا كحليف يمكن الاعتماد عليها. وفي سياق متصل رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أيضا أن السياسة الخارجية لأوباما خاصة عام2013 كانت كارثية وافقدت الولاياتالمتحدة مصداقيتها الدولية حيث كان أداء أوباما مزريا علي نحو غير اعتيادي لا سيما فيما يتعلق بثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط وقد أدت سياسة أوباما غير المفهومة إلي تغيير سلبي حاد تجاه كل من مصر والسعودية وروسيا وكانت سببا رئيسيا لتوتر دبلوماسي كبير وعلي الرغم من أن العلاقة بين الولاياتالمتحدة وروسيا لم تكن قوية لكنها شهدت أقصي نسبة توتر بينهما في بعض القضايا الساخنة ومن أهمها دعم أوباما للإخوان في مصر منح اللجوء لسنودن والأزمة السورية وأضافت الصحيفة أن حتي العلاقات الأمريكية مع أفغانستان تشهد تدنيا ملحوظا وخاصة بعد ما أظهرته واشنطن من عدم قدرة علي دفع حركة طالبان والرئيس الأفغاني حامد كرزاي نحو مباحثات سلام مشيرة إلي تحول تركيا بعيدا عن التبعية الأمريكية بعد أن كانت حليفا قويا لها في المنطقة وهذا ما أثبتته الصفقة التركية لشراء أنظمة تسليح صينية بدلا من الأسلحة الأمريكية والتي استدعت قلقا أمريكيا كبيرا. فيما أكدت صحيفة واشنطن تايمز دعم أوباما للإخوان كان واضحا بما يكفي منذ توليه رئاسة الولاياتالمتحدة ولكن لم يلحظها الكثيرون حيث ألمحت الصحيفة إلي إصرار أوباما علي أن يجلس أعضاء جماعة الإخوان في مقاعد الصف الأول خلال خطابه الشهير في جامعة القاهرة عام2009 وأن ما بدأه منذ توليه أثبت سياسته الخارجية الفاشلة التي دمرت تقريبا علاقات عمرها30 عاما مع أهم حليف لواشنطن في الشرق الأوسط وهي مصر. رابط دائم :