ما من ديانة أو فلسفة قديمة أو حديثة كرمت الإنسان باعتبار إنسانيته فحسب, دون النظر إلي دينه أو جنسه أو لونه أو جنسيته, كما فعل الإسلام الحنيف, قال الله عز وجل ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقيوم)ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير من خلقنا تفضيلا)7الإسراء وقد شرع الإسلام حقوقا للإنسان ترقي به في مدارج الرقي منها: حرية الاعتقاد: من المعروف بداهة أن الإسلام لايقر بإكراه غير المسلم علي الإسلام مهما كانت الظروف, قال الله سبحانه وتعالي ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)256البقرة( أفانت تكره الناس حتي يكونوامؤمنين)99يونس( وقل الحق من بكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر29 الكهف ويفتح الإسلام مايمكن تسميته( حوار الأديان) بحكمة وعقلانية, قال الله سبحانه وتعالي( ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)12 النمل حق اكتساب العلم والمعرفة: من ا لمعلوم أنالإسلام والعلم وجهان لشيء واحد, فأول آيات الوحي المنزل تدعو الي العلم وتحض عليهاقرأ اقرأ باسم ربك الذي خلق)(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان مالم يعلم) الآيات أو مابعدها العلق, وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتي يرجع وقد وجه الإسلام الإنسان للتفكير السليم الصحيح وذلك باستعمال ماوهبه الله تعالي له من قدرات علي التفكير الصحيح, والنظر السديد, مستفيدا من حواسه ليحصل علي المعرفة بالتعلم والنظر, والبحث والتجربة في شتي مجالات وميادين العلم والمعرفة, قال الله سبحانه وتعالي( قل نظروا ماذا في السماوات والأرض)1010 يونس والنصوص فيما سوي ذلك كثيرة غزيرة والوقائع مشهورة مشهودة حق العلم: ضمان حق العلم مكفول لكل إنسان قادر عليه, لأن الإسلام ينهي عن البطالة, ويرفع من شأن السعي والكسب الحلال الطيب, قال الله عز وجل ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه لنشور(15) الملك فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وأبتغوا من فضلالله)(10) الجمعة وجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم العمل لاكتساب الرزق والنفقة علي من تلزمه نفقته مكفرا لذنوب, وأفاضت السنة النبوية في رعاية حقوق العمال مما لايتسع المقام لاستقصائه. حق التملك: نظر الإسلام الي الحياة الإنسانية نظرة متوازنة, فقد جعل الملكية حقا للإنسان شريطة أن تكون الملكية من طرق مشروعة حلال, وأوجب علي ملاك الأموال النقدية والعينية إخراج زكاة علي الناتج حسب نوعة تصرف لشرائح معدمة أو محتاجة في آلمجتمع كي تتقارب الطبقات,ويحرم الإسلام احتكار السلع الغذائية وينفر من اكتناز الأموال وحجبها عن الناس فرادي وجماعات قال الله تعالي( والذين يكنزون الذهب والفضة ولانفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب)(34 التوبة) فالملكية حق مكفول بوسطية متفردة لاتوجد إلا في الإسلام, بعيدا عن شعارات واستغلال الرأسمالية وأغلال واستعباد الاشتراكية!! العدل ومنه الظلم: العدل مبدأ لايقبل الإسلام فيه أدني تهاون أو تفريط أو مساومة, وهو حق لكل الناس في المجتمع المسلم, واجب علي كل المسلمين أفراد أو مؤسسات, قال الله تعالي ( يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)(8)المائدة والإسلام مع تحريمه وتجريمه للظلم بشتي أنواعه, يوجه الإنسان إلي رفض الظلم والاستبداد وعدم الخضوع له, فمقاومة البغي والظلم من صفات المؤمنين( والذين إذا أصابهم البغي هم يتصرون)(29) الشوري المساواة: لقد أرسي الإسلام مبدأ المساواة علي أساس إنساني, فالناس كله سواسية في أصل الخليقة يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء(1) النساء والمساواة في الإسلام شاملة لحقوق الأفراد وواجباتهم لأمور الدين والدنيا, وضمانات القضاء في الإسلام معروفة, وصور رعاية الإسلام للناس علي قدم المساواة مألوفة لمن له أدني دارسة بنصوص الشرعية الغراء وقواعدها وصور التطبيق العلمي في شتي الأعصار والأقطار. واكتفي بهذا القدر من بعض حقوق الإنسان في الإسلام التي لو أطلق العنان للقلم للإحصاء لفاق الأمر العد وجاوز الحد, للوفرة والكثرة والشهرة, إلا أننا نحن المسلمين معظمنا لايحسن فهم الإسلام وبالتالي لايحسن عرضه! ونبدد الجهود في مسائل فروعية تعلق بمظهريات في دائإة الملبس والشكل العام, ولانعرض نفائس وذخائر الدين الحق. رابط دائم :