وجه رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الشكر لميليشيا مسلحة علي إنقاذه بعد ساعات من خطفه من فندقه في طرابلس الأسبوع الماضي علي ايدي مسلحين ينتمون لميليشيا منافسة. وحتي بالنسبة لمواطني ليبيا الذين اعتادوا علي البدايات العاصفة لديمقراطيتهم سلط خطف زيدان من فندق كورينثيا الضوء علي قوة المقاتلين السابقين بعد عامين من إطاحتهم بالعقيد معمر القذافي وعلي مخاطر التناحر فيما بينهم. وبسبب هذا النزاع أصبحت ليبيا أقرب إلي خوض حرب جديدة تهدد المكاسب الديمقراطية للانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلنطي. واضطرت الحكومة الليبية المركزية العاجزة عن استعادة السيطرة علي بلد تنتشر فيه بكثافة أسلحة تعود لعصر القذافي إلي محاولة إدماج الميليشيات في أجهزة أمن شبه رسمية لا تسيطر عليها جيدا. وفي الشرق تتمركز قوة درع ليبيا وميليشيات إسلامية تضم مقاتلين مناهضين للقذافي في المناطق الساحلية الليبية بينما يتحصن قادتهم في مدينة مصراتة في قاعدة معيتيقة الجوية. وتسيطر ميليشيا الزنتان القبلية القوية وهي جزء من اتحاد فضفاض لجماعات معظمها بدوية في عمق الصحراء علي منطقة حول مطار طرابلس الدولي. وكانت هذه الجماعات في يوم من الأيام جزءا من قوات الأمن التابعة للقذافي. وتعكس الخصومة بين الميليشيات في ليبيا صراعا في داخل الحكومة الليبية الهشة حيث يسيطر الاتحاد القبلي المدني علي وزارة الدفاع بينما تتبع قوة درع ليبيا ذات التوجه الإسلامي وزارة الداخلية. وينقسم البرلمان الليبي وفقا لنسق مشابه حيث يختلف اتحاد القوي الوطنية مع الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا بشأن مستقبل البلاد. ولا تزال تفاصيل الخطف غير واضحة لكن ميليشيا موالية أطلقت قذائف صاروخية خارج المكتب قبل العملية. وقال ريكاردو فابياني وهو محلل لشؤون شمال افريقيا في مجموعة يوراسيا إن الميليشيات تستخدم عضلاتها علي ما يبدو لتحقيق مطالب محددة. لكن الأمر قد يخرج عن نطاق السيطرة إذا ثبت أن خصوم زيدان السياسيين دبروا لخطفه. وأضاف سيغير هذا كثيرا من المشهد وقد يغرق ليبيا في الفوضي لان الجماعات الأخري سيكون لديها مبرر للتصدي لمحاولة انقلاب. وفي بنغازي العاصمة الاقليمية لشرق ليبيا الغني بالنفط حيث هاجم إسلاميون متشددون السفارة الأمريكية قبل عام اشتبك رجال ميليشيات مدعومون من الجيش في وقت سابق من العام مع قوة درع ليبيا وقتل أكثر من30 شخصا. يصل عدد الليبيين المسجلين في عشرات الميليشيات التي تحضع لسيطرة الدولة شكليا إلي أكثر من225 ألفا. ويحصل هؤلاء علي رواتب من الحكومة لكنهم يتصرفون باستقلالية ويتلقون الأوامر من القادة المحليين أو من الزعماء السياسيين الموالين لهم ويرفضون حملات لتجنيدهم في صفوف قوات الأمن. ومازالت ليبيا تتفاوض مع بريطانيا وتركيا وإيطاليا من أجل تدريب قواتها المسلحة الناشئة لكن حلف شمال الأطلنطي قال الأسبوع الماضي إنه لا يزال يبحث تأثير الوضع الأمني علي الأرض علي مساعدته لليبيا. ويمر التدريب العسكري الأمريكي بمراحل التخطيط وقالت بريطانيا إن تدريبها الرئيسي قد يبدأ مطلع العام المقبل. وتخشي قوي غربية أن يكون جنوب ليبيا مترامي الأطراف والذي لا يخضع لسلطة قد أصبح ملاذا بالفعل للإسلاميين المتشددين الذين تربطهم صلات بجناح إقليمي لتنظيم القاعدة. ولا يحفز ضعف الدولة رجال الميليشيات كثيرا أيضا علي تسليم أسلحتهم. رابط دائم :