كان محسن رجلا نشيطا يعشق العمل باستمرار..يتكسب من وراء عملهكصنايعي أحذية يربح مايستطيع به أن يوفر حياة كريمة لأسرته بشكل لايجعلهم يحتاجون لأحد. حتي جاء عام2007 الذي كان انقلابا في حياته عندما أصيب بجلطة كان لها بالغ الأثر علي الكلي حتي أقعده المرض تماما دون حراك بالمنزل الذي يعيش فيه منذ مايقرب من عشرين عاما بمدينة السلام مما اضطر الزوجة خديجة للنزول للعل حتي تواجه مسئوليتها وظروف الحياة الصعبة حتي أصيبت هي الأخري في إحدي عينيها بتشخيص خاطيء من إحد أطباء العيون منذ عامين وبدأ النظر يضعف ثم تخفت الرؤيا تماما وأصبحت عينها اليسري في حاجة الي حجر وتحكي الزوجة حكايتها وتقول تنصل الطبيب الذي أضاع بصري من مسؤليته ولم أستطع حتي رفع دعوي قضائية لعدم توافر مصاريف أتعاب المحاماة وكان في البداية يحضر لي القطرة الخاصة بعيني حتي اتفي تماما بعد ذلك وتركني دون عناية رغم احساسه بالذنب وتضيف خديجة ان عيني بحاجة الي علاج سريع ومع ذلك لا أجد من يقوم بعلاجي وأبحث عن عمل ولا أجده حتي أجد مصروفات المنزل خاصة وان لنا ابنا نور أضاعه أهل السوء بالمشي البطال حتي أنه في أحد الأوقات حقنوه بحقنة أفسدت له ذراعة وسدت شرايين كف يده واطر الأطباء الي بتر أصابعه ولايقوي علي العمل لأنه تايه في الحياة ولايتبقي لنا الا الابن الصغير14 سنة الذي نصرف عليه بصعوبة في الدراسة حتي يفيد نفسه في المستقبل وأبحث الآن عن موافقة من حي السلام لعمل مدرج لبيع الفاكهة أو فاترينة نأكل منها عيش وحتي لانمد أيدينا لأحد..وتيدخل خليل شقيق خديجة في الحوار لنجده هو الآخر في مأساة كبيرة حيث يعيش بمفرده في مدينة النهضة ويترك زوجته وأولاده في محافظة كفر الشيخ ويذهب اليهم يوما كل أسبوعين لأنه لايقوي علي المصروفات العديدة اذا ماجلسوا معه في مصر حيث يقول أعيش في النهضة وعمري خمسون عاما وأعمل في مصنع بالعاشر من رمضان قطاع خاص وضاع عمري هباء من خلال عملي بمصنع زجاج بالشرابية واتضح أن صاحب العمل لم يقم بالتأمين علي وبعد18 سنة تم اغلاق المصنع لأجد نفسي في الشارع وعندماالتحقت بالعمل في العاشر فوجئت بعدم تأميني عندما أردت اضافة المدة لأجد سنوات عمري تضيع هباء.