يري العديد من المراقبين الدوليين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح اكثر تركيزا علي السياسية الخارجية خلال الفترة الرئاسية الثالثة له ويتضح ذلك من الاعتراض علي كل قرار في مجلس الأمن ضد سوريا لتوقيع صفقات عسكرية كبيرة في الآونة الأخيرة موقفه الإيجابي تجاه الأحداث الحالية في مصر ودعمه للجيش المصري بالإضافة للنشاط السياسي العالمي له حيث يدفع بوتين لكي تحتل موسكو مكانتها كقوي عظمي ضد الولاياتالمتحدة ووفقا لمجلة الدبلوماسي الأمريكية فقد تعود علاقات بوتين المتوترة مع الغرب إلي عمله كضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتية كي جي بي والذي لا يزال يسعي إلي استعادة مكانة بلاده بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة هذا ما أدي إلي إحباط روسيا لمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا ورفض الاتهامات بأن نظام الأسد قد استخدم الأسلحة الكيميائية وقد استفادت إيران أيضا من دعم موسكو وسط إجماع غربي علي التهديد من طموحات إيران النووية حيث قام بوتين بدعم طهران و الدفاع عن قضيتها دوليا مضيفا أن بوتين يقوم بسلسلة من العروض والأنشطة الدولية لبناء شيء مماثل لحقبة الإمبراطورية السوفيتية. وتحت عنوان شطرنج الحرب الباردة رأت صحيفة هافنجتون بوست أن سياسة أمريكا للسيطرة علي مقدرات الشعوب في الشرق الأوسط با لإضافة لنية أوباما في الهجوم علي سوريا سيكون في صالح الموقف الروسي ويعد وضعا كارثيا علي الولاياتالمتحدة في حين تستمر تحذيرات بوتين للرئيس الأمريكي من التدخل العسكري بدول المنطقة دولة تلو الأخري حيث تعرف روسيا بكرهها لفكرة ممارسة عدوها التاريخي المتمثل في واشنطن لقوتها العسكرية في أي دولة وقتما تشاء حيث ينبغي أن تقلق أمريكا من ذلك بشكل كبير. ووفقا للصحيفة فإن العودة إلي الحرب الباردة تتألف من صراع الأيديولوجيات و المصالح العالمية فبوتين لديه أيضا مصلحة في تمكين روسيا للتواجد في دول الشرق الأوسط وأن تحظي بنفوذ كبير في تلك المنطقة الغنية ذات الموقع الإستراتيجي الهام مشيرة إلي أنه إذا كان أوباما مستعدا لخوض صراع شامل في سوريا بهدف الاطاحة بالأسد والاستمرار في التعامل السلبي في مصر فإنه سيعطي الفرصة لبوتين لتسريع الجدول الزمني بشن حرب جديدة حيث لا توجد إستراتيجية أمريكية متماسكة تجاه الشرق الأوسط في الوقت الحالي مما سيكون له عواقب وخيمة بالنسبة للأمريكا وسيعيد خريطة التوازنات الدولية في العالم.