فيما يبدو أن محافظة أسوان أصبحت عاجزة تماما عن التصدي لقذارة المدينة العاصمة التي لا يخلو شبرا واحدا فيها من أكوام القمامة والمخلفات التي تهدد صحة المواطنين, ففي العام الماضي أعلن اللواء مصطفي السيد المحافظ السابق عن طرح مشروع النظافة التابع للمحافظة أمام القطاع الخاص لإدارته, وبعد رحيل السيد جاء اللواء إسماعيل عطية الذي لم يمكث في منصبه سوي57 يوما ليعلن هو الأخر عن نفس الطرح, وبعد رحيل عطية جاء اللواء مصطفي يسري السيد المحافظ الحالي ليواصل هو الآخر مسلسل الإعلانات مؤكدا طرح المشروع للقطاع الخاص لتبقي شوارع وأحياء أسوان في انتظار الفرج والإجراءات الروتينية لحين إشعار آخر. ومابين هذه الإعلانات والتنفيذ العملي لها, تتملك الحيرة أهالي أسوان الذين يدفعون رسوم النظافة لتذهب إلي جيوب العاملين والموظفين, بينما المخلفات والقمامة تتكدس في الشوارع لتكون علامة مميزة للمدينة السياحية التي كانت لها سمعتها الحضارية والجمالية. عموما فإن المحافظ الحالي يحاول إصلاح ما أفسدته الإدارة الحالية للمشروع, بعد أن تحول عمال النظافة إلي بهوات يتمرغون في تراب الميري دون رقابة فعالة تطبق مبدأ الثواب والعقاب. وفي إطار هذه المحاولات أكد مصطفي يسري محافظ أسوان أن المحافظة تعطي الأولوية في الوقت الحالي لنظافة الميادين والشوارع الرئيسية والأحياء السكنية, لرفع التراكمات والمخلفات والقمامة بشكل دوري ومنظم يحقق البيئة النظيفة التي تتميز بها أسوان, ويعيد لها الشكل الجمالي الذي يليق بمكانتها السياحية. وقال المحافظ إن المجتمع المدني عليه دورا كبيرا للمشاركة الفعالة وتوعية المواطنين بالنظافة, حيث بدأت بالفعل حملة شبابية تضم30 شابا من مختلف مراكز الشباب لتشجير وتجميل ثلاثة مواقع تحت شعار في حب أسوان, وقال إن المواقع هي الحدادين والنفق, ووسط المدينة, وأطلس وتستمر حتي11 سبتمبر المقبل, وأوضح بأن الحملة ستستهدف رفع التراكمات والمخلفات وأعمال الدهان والتشجير وإزالة كافة العبارات والملصقات المسيئة التي لا تتناسب مع تقاليد التي يتفرد بها أهل أسوان. وأشار عادل شلك أحد قيادات العمل المجتمعي بأسوان إلي أن تكاتف الجميع هو الحل الأمثل للوصول بأسوان إلي أن تكون محافظة خالية من التلوث, وقال إن مشروع النظافة الحالي لا يؤدي دوره, علي الرغم من أنه وحسب ما يعلنه المسئولون مدعوما بالعمالة المهنية المدربة, بالإضافة إلي200 معدة تشمل سيارات مكبس وأوناش ولوادر وسيارات ذات حمولة تتراوح ما بين10 إلي40 طنا, بخلاف التروسيكلات وسيارات رش المياه.