تناولت العديد من التقارير العالمية تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي شبكة سي إن إن الأمريكية التي أذيعت أمس الجمعة التي أكد فيها أنه في حال اتخاذ قرار بقطع المساعدات عن مصر فإنه ذلك لن يؤثر علي قرارات الحكومة المصرية في الوقت الراهن. الأمر الذي دفعه إلي التفكير بشكل إستراتيجي فيما سيصب في مصالح واشنطن الوطنية علي المدي البعيد مما دفعه ايضا علي حث الإدارة الأمريكية لعمل تقييم شامل حول العلاقات المصرية- الأمريكية ورأي المحلل السياسي تشارلز كراوثامر أن علي واشنطن أن تستجيب لإرادة الشعب المصري لاعتبارين الأول أخلاقي للتوصل إلي نتائج جادة لمستقبل أفضل لمصر, والثاني استراتيجي للتوصل إلي نتائج أفضل لمصالح أمريكا والمجتمع الدولي في المنطقة حيث تتمثل تلك المصالح في أمن قناة السويس, علاقات ودية مع الولاياتالمتحدة, ومواصلة تحالف الولاياتالمتحدة مع العرب ودول الخليج, والإبقاء علي معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل, والتعاون مع الولاياتالمتحدة في الحرب علي الإرهاب والبعد عن الازدواجية في هذا الشأن فيما يتعلق بمصر وسوريا مضيفا أنه بدلا من تجييش العواطف ينبغي أن يصب تفكير أوباما فيما هو أفضل لمصر مع إمكانية مستقبل ديمقراطي في نهاية المطاف وبدلا من التفكير في إلغاء المساعدات العسكرية لمصر, التي سيكون لها تداعيات دولية ضخمة وأن تبذل الولاياتالمتحدة كل ما في وسعها للتعامل بحذر منتقدا في ذلك تصريح أوباما في أن العلاقات التجارية مع مصر لن ترجع إلي سابق عهدها. ووفقا لبيانات اذاعتها وكالة بلومبرج العالمية فإن حوالي نصف مبلغ المساعدات العسكرية لمصر وهو ما يصل إلي(715 مليون دولار) قد تم دفعها للمقاولين حتي الآن الحكومة الأمريكية تحجب تسليم عدد كبير من المعدات وهي لن تكون المرة الأولي التي تحجب فيها الولاياتالمتحدة المعدات العسكرية التي تم الاتفاق عليها ودفع جزء كبير من ثمنها إلي دولة اخري ففي عام1972 قررت واشنطن ببساطة عدم تسليم8 طائرات سي-130 للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي حتي يومنا هذا لا تزال الطائرات رابضة خارج مصنع لوكهيد في ماريتا بولاية جورجيا, وفي عام1990, وفقا لبلومبرج ونقلا عن المحلل كيفن برانكاتو, فقد منعت الولاياتالمتحدة وصول طائرات اف-16 أس لباكستان بسبب برنامج الأسلحة النووية وقامت بنفس الشيء مع دول اخري مثل نيوزيلندا, واندونيسيا, والبوسنة, وتايوان ومن جانبها رأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن العوامل الكامنة وراء تراجع أوباما والتحول نحو رفع الأيدي عن مصر الخوف من عدم القدرة علي استخدام لقناة السويس, الأمر الذي يمثل لمصر تعادلا دبلوماسيا حاسما بالنسبة لواشنطن كما يمكن أن تعرقل جهود الولاياتالمتحدة لتحسين المراقبة علي حدود مصر مع ليبيا وإسرائيل لوقف مهربي الأسلحة والإرهابيين فيما رأي روبرت سبرنجبورج الخبير العسكري بكلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية في مونتيري أن وزير الدفاع فريق أول عبد الفتاح السيسي هو أول من فتح الباب لمناقشات القضايا المهمة التي تؤرق واشنطن بل وضعها في موقف ضعف فيما يتعلق بالشأن المصري حيث اوجد ضعف أوباما اللحظة المناخية في لعبة الجماعات الجهادية وهي لحظة استراتيجية حاسمة الاستراتيجية التي ستحدد ما إذا كانت القنبلة القادمة ستنفجر في وجه أمريكا. أوباما: العلاقات المصرية الأمريكية لن تعود إلي طبيعتها أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قناعته بأن علاقات بلاده بمصر لا يمكن أن تعود إلي طبيعتها بعد الأحداث التي تشهدها مصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي في3 يوليو, مؤكدا في الوقت نفسه أهمية الشراكة مع مصر. ورجح أوباما في حوار أجرته معه شبكة سي.إن.إن ألا تؤثر قضية المساعدات الأمريكية بحد ذاتها علي قيام الحكومة المؤقتة بقمع الاحتجاجات. وقال الرئيس الأمريكي إن الولاياتالمتحدة وبعد عزل مرسي مباشرة بذلت جهودا دبلوماسية كبيرة لحث الجيش علي السير في طريق المصالحة. وأضاف: لكنهم لم يستغلوا الفرصة. رابط دائم :