أبدي الإعلاميون غضبهم الشديد من الأداء التحريضي الذي انتهجته عدد كبير من القنوات الفضائية، واعتبروها مهدد للأمن القومي لمصر من خلال إشعال الفتنة في الجسد المصري، كما طالبوا بضرورة الحذر مما تبثه قناة الجزيرة ومما تبثه من مواد إعلامية غير مطابقة للواقع، بينما أكدوا أن القنوات المؤيدة لاعتصامي النهضة ورابعة العدويه لا تبث من خلال القمر الصناعي المصري نايل سات ولكن من أقمار صناعية تدور في نفس المدار ويجب التخلص منها من خلال العلاقات الدولية مع الدولة التابعة لكل قناة. في البداية قال د. سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق إن الأداء الإعلامي في تغطية فض اعتصام "النهضة ورابعة العدويه"، لم يكن علي المستوي المطلوب حيث كشفت قناة "الجزيرة" عن وجهها الحقيقي والمعادي لشعب مصر، مثلما عادت عدداً كبيراً من الشعوب من قبل، حيث كانت هناك دائما شكوك حولها حينما تعرضت لأنظمة حكم سابقة وأثارت العديد من المشاكل مع السعودية والبحرين وتونس والمغرب، وأخيرا مصر، وبالتالي كشفت الأحداث الأخيرة عن دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، فهي اخوانية أكثر من الإخوان أنفسهم، وتثير الرأي العام ضد مصر والشعب المصري، وهي كلها أمور لا ترتبط بالمهنية ولا أخلاقيات العمل الإعلامي. وأضاف أن هناك أيضا بعض القنوات مثل "القدس، الحوار، اليرموك الأردنية" وهي كلها قنوات في سلة مهملات القنوات الفضائية وليس لها مشاهدون، ولكنها وجدت ضالتها في الأحداث وكأن هدفهم الرئيسي هو إسقاط الدولة المصرية. وأشار الشريف إلي أن هناك بعض القنوات تسعي لإثارة الرأي العام حيث لم يعجبني أداء بعض القنوات التي سعت لحشد القوي المناهضة للإخوان، فإذا كنا نتحدث عما كان يفعله الإخوان من إقصاء للقوي السياسية خلال فترة حكم محمد مرسي، فاليوم تطالب بعض القنوات التي تصف نفسها بالليبرالية بإقصاء الإخوان، وهو أمر صعب، وما كنا نعتب عليه من قنوات الإخوان فلا يجب أن ترتكبه قنواتنا الليبرالية. وفي سياق متصل قال أسامة هيكل وزير الإعلام السابق إنه كان محقا في قرار إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر الذي رآها وقتها تخترق السيادة المصرية، وتعمل بدون ترخيص، وكان علي المثقفين المصريين الذين انتفضوا ضدي أن يسألوا أنفسهم أي دولة تقبل أن تعمل بها قناة بدون ترخيص، وبالتالي فهم يتحملون ما فعلته وتفعله إلي الآن هذه القناة في مصر، سواء بتمكين جماعة الإخوان المسلمين من الوصول للحكم، والتأثير علي الرأي العام حاليا من خلال إعلان أرقام مبالغ فيها في عدد القتلي، وهي أعداد لا تحدث في حالة الحروب، وكأنهم يثيرون المجتمع الدولي ويقنعوه بأن ما يحدث مذبحة، رغم أن الشرطة لم تستخدم الرصاص أو حتى المياه، ولكنها اكتفت بالغاز المسيل. وأشار إلي انه هناك بعض التحفظات علي الأداء الإعلامي رغم أن الإعلام تمكن من خلق حالة وعي كبيرة، لكن التغطيات أثبتت أن لكل قناة وجهة نظر حادة في التغطية، ولهذا لابد من بناء جسور ثقة بين الآلة الإعلامية مع القارئ والمستمع والمشاهد، واليوم أثبت لكل المصريين أنه لا يوجد إعلام محايد. رابط دائم :