نعي عدد من كتاب الدراما المصرية المؤلف والسينارست محمد صفاء عامر الذي رحل عن عالنا أمس الأول بعد صراع مع مرض القلب حيث أكد زملاءه حزنهم الشديد لفقدان رائد من رواد الدراما المصرية الذي تخصص في نوع شديد الخصوصية من الدراما وهي الدراما الصعيدية واستطاع ان يخلق له شريحة كبيرة من المشاهدين. بصوت شديد الحزن نعي الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن زميل كفاحه وقال لقد فقدت الدراما المصرية كاتبا متميزا استطاع علي مدار ربع قرن أن يقدم عددا كبير من الأعمال الدرامية الناجحة ظلت محفورة حتي الآن في أذهان كل المشاهدين منها الضوء الشارد وحدائق الشيطان وذئاب الجبل وحلم الجنوبي وأفراح أبليس واستطاع أن يخلق لها شريحة كبيرة من المشاهدين, لقد استطاع عامر أن يسد احتياجات الدراما في هذه الجزئية وفقدانه يعد خسارة كبيرة وللأسف صعب تعويضه وعلي المستوي الشخصي لقد فقدت صديق من أهم أصدقائي له حضوره ومشاركاته في كل الأنشطة التي كنا نقيمها وليس لدينا إلا أن نسأل الله الصبر علي فقدانه. وقال السينارست بشير الديك فقدنا فارس من فرسان الدراما المصرية ترك عالم القانون من أجل عالم الدراما التي قدم لها الكثير ولا يستطيع أحد أن ينسي أول أعماله الدرامية وهو الضوء الشارد والتي أعتبرها قصيدة مكتوبة بحرفية شديدة عن عالم الصعيد بما له من جمال وخصوصية شديدة وشهامة ناسه ولكن عزاءنا الوحيد هي أعماله الباقية والتي نراه من خلالها. وقال السينارست محمد السيد عيد عامر بالنسبة لي هو الكاتب المتميز والذي يجب إذا تحدثنا عنه أن نتذكر أنه أبن البيئة الصعيدية وأبن محافظة قنا الغنية بأبنائها المبدعين والتي قدمت لنا زملاءه امثال عبد الرحمن الأبنودي وأمل دنقل ويحيي الطاهر عبدالله وغيرهم من المبدعين الكبار, قدم لنا عامر العديد من الأعمال الجميلة عن عالم الصعيد مثل ذئاب الجبل وحدائق الشيطان وكانت الموضوعات الأثيرة لديه تتعلق دائما بالآثار وتجارة السلاح والثأر في الصعيد وغير ذلك من الموضوعات التي عرفها عن قرب وعبر عنها بشكل متميز ولا شك ان عمل صفاء عامر بالقضاء قد أكسبه خبرة كبيرة بالنفس البشرية كما ان ارتباطه بالأسكندرية جعله يستلهمها في أكثر من عمل من أعماله الفنية كما تميز بتقديم الشخصيات المميزة والمركبة في وحدة إنسانية جميلة رحم الله محمد صفاء عامر وألهم أسرته الصبر. وعبر السينارست محسن الجلاد علي حزنه الشديد لفقدان عامر وقال للأسف خسرت صديق حميم جدا يحمل أرقي المعاني الإنسانية بداخله وأنا أعتبره كتلة من المشاعر الإنسانية تسير علي الأرض يجده اصدقاؤة وقت الاحتياج كما أعتبره عقلية متفتحة له حضوره المتميز الذي أوصله ليكون رائد الدراما الصعيدية في مصر وأعتقد مهما كتب من أعمال صعيدية لن ترتقي إلي ما كتبه عامر الذي استطاع أن يتوغل في عالم الصعيد ويدخل في مشاكله ليعرضها عرضا جيدا علي المشاهد من خلال العديد من الأعمال الدرامية التي توغلت داخل المجتمعات الصعيدية, لقد كتب قضايا الصعيد بأسلوب السهل الممتنع والممتع في ذات الوقت, وكان يحمل شعلة من النشاط وظل يكتب حتي أخر نفس في حياته وكنا نعلم أنه يكتب نهايات ملحمة شفيقة ومتولي الذي لم يمهله القدر ليراها مجسده أمام عينية علي الشاشة الصغيرة وبفقدان صفاء فقدت الدراما فارس كبير ومهم في عالم الدراما المصرية رحمه الله.