* قانون الحياة هو الصيرورة, هو الاستمرار, هو التوالد.. فحين يأخذ الكائن الحي فرصته علي الأرض يموت, سواء كان إنسانا أو حيوانا أو نباتا.. لكنه قبل أن يموت يترك بدوره لتستمر دورة الحياة بتلك البذور التي بث الله فيها قانون البقاء. والحياة أقوي من الموت, وإلا ما استمرت مهما أصابها من أوبئة وحروب ودمار, سواء كان براكينا أو زلازل أو فيضانات أو غيرها. والأطفال هم قوة الحياة وبذورها التي تحمل سرها وفرحتها.. وهم نظرتها إلي الغد لا إلي الأمس.. هم غد الحياة ومستقبلها.. وهم ضجيجها في المدارس والحدائق والمتنزهات, وهم صورتها المشرقة, خاصة في الأعياد. لقد أتي العيد وأتت معه جلبة الأطفال التي هي احتفالية الحياة.. ولأنهم أطفال صغار.. لا يحملون من الحياة إلا وجهها المشرق, لذلك نراهم يأخذون الكبار معهم إلي ملاعب البهجة يذكرونهم بمباهج الحياة التي نسوها في غمار المشكلات والهموم. لا أحد ينكر أن مصر تعيش اليوم حالة انتظار لما سيأتي.. حالة انتظار للغد, وبالتالي حالة قلق نتيجة للأوضاع الراهنة التي تفرضها تلك الفئة المتمركزة حول ثقافة الموت والتي وصل بها الأمر أن تلبس الأطفال ملابس الموت في العيد! ** * الوضع في سوريا مؤسف, حيث الحرب الأهلية ولكن التليفزيون نقل لنا أفراح الأطفال بالعيد داخل المخيمات.. وهم بعشرات الآلاف.. إنهم حقا فرحين ومدركين أن العيد قد أتي, ولكنه عيد غير مكتمل, فهمل خارج بلادهم وخارج بيوتهم وخارج حياتهم العادية.. لكنهم مع ذلك يحتفلون بالعيد.. يحتفلون بالحياة.. يحتفلون بالغد وبالمستقبل الذي لابد أنه آت. كذلك الوضع في العراق.. فوسط الأفخاخ والانفجارات والموت اليومي العشوائي, إلا أن أطفال العراق يركبون المراجيح ويهللون غير عابئين. إن قوة الحياة تكمن في البذور التي هي بذور النبات والحيوان والإنسان.. ذلك أنها تحمل القانون الأبدي والذي في صميمه حب الحياة نفسها.. والسعي إلي البهجة والفرحة وكراهية الموت وكراهية هؤلاء الذين يمجدون ثقافة الموت.. والذين ينظرون إلي الحياة كشيء طارئ أو مكروه, رغم أن الله قد خلقها لنعمرها, ورغم أن رسول الله قد مجد الحياة حين قال: إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها صدق رسول الله. وكل عام وأنتم أطفال.. رابط دائم :