تواصلت أمس مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في جميع مناطق القاهرة الكبري وبدا علي احتفالات اليوم الثاني طابع الوحدة الوطنية، حيث احتفل المسيحيون مع المسلمين بالعيد، كما شهدت جميع المزارات السياحية والحدائق إقبالا متوسطا، وقدم الشباب هواة الموسيقي والرسم والاستعراضات إبداعات جديدة لإدخال السعادة علي رواد الأماكن. شارك الأخوة الأقباط إخوانهم المسلمين احتفالات عيد الفطر، بوضع مكبرات الصوت وبالونات الهواء الضخمة وتعليق الزينات في شوارع دوران شبرا مع توزيع منشورات هنأوا فيها المسلمين بالعيد تدعو للإيخاء والوحدة ونبذ الخلافات وبدأت الاحتفالات التي كانت بطعم الثورة وتخللها الاغاني الوطنية والمهنئة للقوات المسلحة والداخلية لتعلو الهتافات التي تحمل عبارات الوحدة والمحبة والتماسك المتين بين أفراد الشعب، فضلا عن ترديد جملة "مسلم ومسيحي إريد واحدة وقلب واحد ضد الفتنة" وقامت بعض السيدات المسلمات بتوزيع الكعك والبسكويت والشيكولاتة لتغمر الفرحة والسعادة وجوه الجميع وأطلق بعض الشباب الصواريخ والألعاب النارية، في ذات الوقت قام عدد من الأطفال بتوزيع البالونات علي المارة مدون عليها عبارة التهاني بالعيد وأطلقوا عددا منها في السماء. أكد جورج عماد مواطن شارك في الاحتفالية أن احتفال الأقباط مع المسلمين بالعيد ليس بجديد، فالمسلمون يشاركوننا أعيادنا واحتفالاتنا، مشيرا إلي أن احتفالات هذا العام تختلف عن السنوات السابقة بسبب الأحداث السياسية الساخنة ومحاولة البعض المستميتة لبث الفتنة الطائفية بين نسيج الوطن الواحد لنعبر من خلال تنظيم هذه الاحتفالات التأكيد علي المحبة والتآخي والسلام السائد بين الطرفين وإظهار ذلك للعالم اجمع لرأب الفتن والتصدي للشائعات الخارجية عن موجات الانقسام بين الشعب وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية بالشارع، ويري ضرورة استكمال مثل هذه المشاركات بين الأهالي وزيادة مساحات الحب والود بين المسلمين والمسيحيين للنهوض بمصر والحفاظ علي حضارتها ومكانتها بين دول العالم، وكذلك لمساعدة الدولة في تحقيق الأمن والأمان للمواطن المصري لتعود عجلة الإنتاج في الدوران من جديد وينتعش الاقتصاد ونعود أفضل من ذي قبل وأضاف أن هناك هدفا آخر من المشاركة في الاحتفال وهو تهنئة جيش مصر الباسل الذي ساند الثورة وحافظ علي أرواح المصريين، لذلك غلب علي الأغاني الطابع الوطني. فيما عبرت أميرة محمد طالبة عن سعادتها الكبيرة من هذه الاحتفالية والتعاون التام بين أطياف الشعب المختلفة بهذه المناسبة، حيث قالت إن العيد فرصة عودة صلة الأرحام وتبادل الزيارات للتقارب والتراحم بين الأهل والأسر الواحدة وسوف ينعكس هذا علي المجتمع بأسره. وقالت شيماء حسن إن سمة التكافل الاجتماعي الموجودة في مجتمعنا وظاهرة التسابق علي فعل الخيرات نابعة من أصالة الشعب المصري العظيم، متمنية استمرار أعمال التطوع والخير ورسم السعادة علي الوجوه دون أن يتأثر أحد بالأحداث السياسية الجارية. فيما يري أحمد محمد - موظف - أن مثل هذه الأفعال والمشاركات والاحتفالات ليست غريبة علي الشعب المصري الكريم المضياف الذي يتحلي بالنخوة والشجاعة والقدرة علي مواجهة كل الظروف مهما كانت درجة قسوتها عليه، ولافتا إلي أن التحضر والرقي في تعاملات الشباب والفتيات والحفاظ عليهن من المضايقات والتعامل بمحبة وأخلاق عالية بغض النظر عن اختلاف الأديان. وأكد مجيب سعيد أن فرحة العيد الحقيقية في بساطة الاحتفالات بشرط أن يكون الحب هو شعار الجميع حتي توجد السعادة الحقيقية في الحب والبهجة والمشاركة الاجتماعية ورسم البهجة علي أفراد المجتمع. رابط دائم :