تعقد الورشة الإبداعية لحزب التجمع بالزيتون، في السابعة من مساء الجمعة المقبلة 22 يوليو، ندوة بعنوان "حتى لا تتكرر أحداث مارس 54... لا للعسكر في السلطة"، والتي تلقي الضوء على الأحداث التي تلت اجتماع مجلس قيادة ثورة يوليو الشهير في مارس 1954، وإعلان عبد الناصر رئيسًا لجمهورية مصر العربية. يتحدث في الندوة كل من: د.فخري لبيب أحد الشهود المعاصرين للأحداث، والشاعر شعبان يوسف الذي يتناول الصراع على السلطة بين جمال عبد الناصر ومحمد نجيب، ود. عبير سلامة وتقدم قراءة في رسائل المجلس العسكري الحالي وتحليلا لمضمونها. ويدير اللقاء د. فتحي أبو العينين أستاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس. وتعد أزمة مارس من العام 1954، كما اصطلح على تسميتها العديد من المؤرخين، هي التي حددت تاريخ مصر إلي الآن، فلم تكن أزمة مارس مجرد صراع علني علي السلطة بين اللواء محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة، بل كانت الأزمة أكثر عمقا؛ كانت صراعا بين اتجاهين مختلفين اتجاه يطالب بالديمقراطية والحياة النيابية السليمة تطبيقا للمبدأ السادس للثورة (إقامة حياة ديمقراطية سليمة)، وكان الاتجاه الآخر يصر علي تكريس الحكم الفردي وإلغاء الأحزاب وفرض الرقابة علي الصحف. وفي 25 مارس 1954 اجتمع مجلس قيادة الثورة كاملا وانتهي الاجتماع إلي إصدار القرارات التالية : السماح بقيام الأحزاب، مجلس قيادة الثورة لا يؤلف حزبا، لا حرمانا من الحقوق السياسية حتى لا يكون هناك تأثير علي الانتخابات، تنتخب الجمعية التأسيسية انتخابا حرا مباشرا بدون تعيين أي فرد، وتكون لها سلطة البرلمان كاملة والانتخابات حرة، حل مجلس الثورة في 24 يوليو المقبل باعتبار الثورة قد انتهت وتسلم البلاد لممثلي الأمة، تنتخب الجمعية التأسيسية رئيس الجمهورية بمجرد انعقادها. يقول محمد نجيب في كتابه "كنت رئيسا لمصر" : "كانت هذه القرارات في ظاهرها ديمقراطية وفي باطنها فتنة وتوتر، فقد أثارت الناس الذين لم يرق لهم أن تعود الأحزاب القديمة بكل ما توحي من فساد وتاريخ أسود، وبكل ما توحي لهم بنهاية الثورة التي عقدوا عليها كل آمالهم في التطهر والخلاص، وأثارت هذه القرارات ضباط الجيش الذين أحسوا بأن نصيبهم من النفوذ والسلطة والمميزات الخاصة قد انتهي".