كم كوب ماء نحتاجه يوميًا؟ قاوم الحر ب"ماء الطرشى" وجوز الهند

كم كوبًا من المياه يحتاج إليها الجسم يوميا؟ وهل تكفى المياه وحدها لتعويض ما يفقده من عناصر ومعادن مهمة مع خروج العرق؟ وأى السوائل أوالمشروبات أفضل لتعويض هذا الفقد خصوصًا في فصل الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة؟ وما رأيك فى ماء جوز الهند، وماء الطرشى؟
ربما يعتقد البعض أننا نحتاج من 6 إلى 8 أكواب يوميًا، ومن المحتمل أنك سمعت وقرأت كثيرا عن أهمية الإكثار من تناول المياه، خصوصًا في فصل الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة. لكن دعك من كل ما سمعت وقرأت، لأن كمية المياه التى يحتاج إليها الإنسان يوميًا تختلف من شخص لآخر، كل حسب طبيعته الفسيولوجية ونوعية عمله.
من 6 إلى 8 أكواب
تحدثت الدكتورة الأسكتلندية مارجريت ماكارتني، فى المجلة الطبية البريطانية، عن أهمية تناول شرب المياه والكمية التى يحتاج إليها الجسم، وانتقدت خلال حديثها مع المجلة من يحددون كمية المياه التى يحتاج إليها الجسم بأنها تتراوح ما بين 6 إلى 8 أكواب، وأكدت أنه لا يوجد أي أدلة علمية لدعم هذه التحديد، حيث إن كمية المياه التى يحتاج إليها الجسم تختلف من شخص لآخر، كل حسب طبيعة عمله، وطبيعة تكوينه الفسيولوجى، كما تحتلف باختلاف الجنس.
ويوصى المعهد الطبي البريطاني الرجال البالغين، بتناول 13 كوب ماء يوميًا، ما يعادل 3 لترات، أو حوالى 4 زجاجات مياه، وبالنسبة للسيدات فيوصيهن بتناولهن 9 أكواب يوميًا، ما يعادل 2.2 لتر وقد تحتاج بعض النساء إلى الكمية التى يحتاج إليها الرجال أى نحو 3 زجاجات من المياه.
ويبدو أن مارجريت لا تتفق مع توصية خبراء هذا المعهد، حيث ترى أن هذه الكمية التى حددها من المياه، تتغير وفقًا لنمط الحياة، فالشخص الأكثر نشاطًا أو الذى يعمل تحت وطأة حرارة الشمس المرتفعة، ويتصببون عرقًا باستمرار، وكذلك كبار السن والحوامل والمرضعات، ومن يتناولون أدوية، يحتاجون إلى تناول كمية أكبر من المياه مقارنة بغيرهم الذين لا يتعرضون لأى من الأسباب السابقة.
نسبة الصوديوم بالدم
وتنبع أهمية الحديث عن كمية المياه التى يحتاج إليها الجسم يوميًا، لأنها مرتبطة بعلاقة وثيقة مع نسبة الصوديوم بالدم، وممكن الخطر، أنه عندما لا تكون هناك كميات كافية من الصوديوم أو الملح بسوائل الجسم الموجودة خارج الخلايا، مما يتسبب فى الإصابة بأعراض صحية خطيرة، منها تورم بالجسم والمخ أيضا، إضافة إلى الشعور بالارتباك والصداع وتقلص العضلات، والقيء والتشنجات، وفي بعض الحالات يتطور الأمر إلى الدخول فى غيبوبة قد تفضى إلى الموت.
ويحدث نقص الصوديوم مع كثرة تصبب عرق الشخص أثناء آداء عمل شاق أو ممارسة رياضة عنيقة، وينسى فى نفس الوقت تعويض هذ العرق، بتناول كميات وفيرة من المياه.
حالات استثنائية
ولا تنكر الدكتورة مارجريت أن هناك استثناء لبعض الحالات الطبية، فعلى سبيل المثال، كثيرًا ما نلحظ علامات نقص صوديوم الدم عند الرياضيين، وخصوصًا الذين يمارسون رياضة عنيفة، مثل رفع الأثقال، ومسابقات الجرى.
وبالنسبة لهؤلاء، ينصح الخبراء بتناول بعض السوائل ذات السعرات الحرارية العالية، إضافة إلى ضرورة تناول المياه، في أثناء ممارسة التمرينات الرياضية، وذلك للحفاظ على توازن الجسم ومنحه الطاقة اللازمة لممارسة جميع أنواع الأنشطة العملية والرياضية.
وفيما يخص الأطفال الذين يمارسون الرياضة، فالأولى أن نركز معهم على تناول المياه بكمية كافية لتعويض ما تفقده أجسامهم من سوائل نتيجة العرق وممارسة الرياضة، والبعد بهم عن تناول المشروبات الرياضية، باستثناء القليل فى حال مشاركتهم في المسابقات الرياضية لوقت طويل. جدير بالذكر أن المشروبات الرياضية تحمل نفس فائدة السوائل ذات السعرات الحرارية العالية، التى تمنح الجسم طاقة، حيث يمكن استبدالها بمشروبات ذات قيمة غذائية عالية، وسعرات حرارية أقل.
جوز الهند
وحول أفضل مشروب مثالى للجسم بعد ممارسة الرياضة يعوض الجسم ما يفقده من معادن وسوائل، تشكل الشيكولاتة بالحليب والمشروبات الرياضية والحليب العادى وآخر قليل الدسم، وماء جوز الهند محور نقاش رئيسى، فى عدد من الدراسات العلمية التى تفاضل بينهم، بحثًا عن المشروب المثالى بعد ممارسة الرياضة. فعلى سبيل المثال يتم وصف الحليب قليل الدسم كعلاج مثالي للعضلات التي تم الضغط عليها وإجهادها في أثناء ممارسة الرياضة، وكما تشير الدراسات إلى أن مشروب ماء جوز الهند به نحو نصف السعرات الحرارية التي تحتويها المشروبات الرياضية، بينما تبدو السعرات الحرارية عالية في البوتاسيوم ومضادات الأكسدة، وبالمقارنة العملية اتضح أن ماء جوز الهند أفضل مشروب للرياضيين.
ماء الطرشى
المثير للدهشة أن إحدى الدراسات العملية أثبتت أن ماء الصوديوم (ماء الطرشى) الموجود في المخللات، مفيد أيضًا، فإذا كنت تستطيع تحمل تناوله، يمكنك إضافته إلى المياه العادية وتعبئه في زجاجة، حيث يساعد ذلك كثيرًا فى التغلب على أضرار الطقس شديد الحرارة، وأثناء ممارسة التمارين الرياضية، حيث توجد أدلة علمية تشير إلى أن تناول ماء المخللات يساعد في تخفيف تشنجات العضلات بصورة أسرع.
وبخلاف ما سبق، من الأفضل أن تشمل المشروبات سوائل أخرى، مع الأخذ فى الاعتبار أن تناول الكافيين والمشروبات الغازية والمشروبات السكرية فقط، لا يجب أن تستخدم لإرواء العطش أو كبديل للمياه، لكن يمكن أن تضاف إلى السوائل الأخرى التي نتناولها.
أطعمة مفيدة
جدير بالذكر، أن أجسادنا لا تحصل على السوائل التى نحتاج إليها عن طريق المياه والمشروبات فقط، حيث يقول الخبراء، إن نحو 20% من السوائل الموجودة بداخل أجسامنها نحصل عليها من الأطعمة التي نتناولها، ومن ثم ينصحنا هؤلاء الخبراء بضرورة الإكثار من تناول الخضراوات التى تتميز بغناها بالمياه، وكذلك الفاكهة، فعلى سبيل المثال، تحتوى الفراولة والشمام والخوخ والبطيخ والأناناس على مياه وبوتاسيوم، ومن ثم تسهم بدرجة كبيرة فى الحفاظ على توازن السوائل بالجسم، هذاإضافة إلى فوائدها الأخرى المعروفة مثل تنظيم نبضات القلب وتنشيط الدورة الدموية، ومكافحة السرطان كما يمكن النظر إليها فى المجمل على أنها من أغذية بديلة وآمنة لمشروبات الطاقة.