قالت السفيرة ميرفت تلاوي رئيسة منظمة المرأة العربية، خلال كلمتها بمؤتمر اللاجئين المنعقد الآن بجامعة الدول العربية، أنه لاشك أننا نطرح في هذا المؤتمر قضية بالغة الحساسية والأهمية، هي أزمة اللجوء والنزوح، التي تمثل أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وقد حملت إلينا الأنباء منذ أيام قليلة المستجدات الدموية في حلب، لتضيف مزيدًا من الألم إلى الصورة الكلية للنزاعات الناشبة في المنطقة العربية وتبعاتها. وأكدت ضرورة الخروج من مرحلة الوقوف عند وصف الأزمة وبشاعتها إلى مرحلة إيجاد حلول ملموسة تخلق واقعًا جديدًا على الأرض. وتساءلت تلاوي بأسى شديد، أين الموقف الدولي المتضامن مع هذه المأساة الإنسانية الحاضرة منذ خمسة أعوام؟ أين الالتزامات الدولية بقبول اللاجئين وعدم تركهم للموت في البحار؟، أين التفعيل الجاد لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالمرأة والأمن والسلام؟ أين المواجهة الجادة للتنظيمات الإرهابية التي تنكّل بالمرأة وتستغل واقع اللجوء لدفع المرأة إلى شبكات الاتجار بالبشر؟. أين التمويل الكافي لتطوير مشروعات تنموية يتعيش منها اللاجئون؟. وأضافت، أنه يجب أن يتحرك المجتمع الدولي تجاه تطوير أطر قانونية تتناسب وطبيعة الأزمة الراهنة في المنطقة العربية. واقترحت تلاوي في هذا الإطار عدة حلول: منها حث مجلس الأمن على إعادة النظر في ضمان تطبيق قراراته بشأن توفير الحماية للاجئين وللاجئات بصفة خاصة.- وإنشاء لجنة متابعة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالمرأة والأمن والسلام على غرار لجان اتفاقيات حقوق الإنسان. وإعادة هيكلة الدعم المالي الإقليمي والدولي، ليفي بالاحتياجات الإنسانية الأساسية للاجئين ويدعم المجتمعات المضيفة لهم. وعلى المستوى العربي أكدت رئيسة منظمة المرأة العربية، أنه ينبغي أن يتم تطوير قدرات المنظومة العربية للتعامل مع هذه الأزمات ووضع المرأة داخلها، خاصة في ميدان بناء وحفظ السلام وفي مجال الإغاثة وتقديم الدعم العاجل. على أن تراعي كافة عمليات التدخل اعتبارات النوع الاجتماعي وتتفهم احتياجات المرأة. وأشارت إلى ضرورة أن يكون هناك دور أكبر للإعلام العربي في توجيه الاهتمام المناسب لقضايا اللجوء. منظمة المرأة العربية من واقع صلاحيتها واهتمامها بقضايا المرأة، قد بادرت بوضع ملف المرأة ضحية النزاعات المسلحة على قمة جدول أعمالها، فقامت بجولة لرصد أوضاع اللاجئات في عدة دول عربية في سبتمبر من عام 2015. وقد اتضح من خلال الجولة، وإلى جانب المأساة الإنسانية، أمران شديدا الأهمية: أولاً: خطر التغيير الديموغرافي في المنطقة. ثانيًا: خطر طمس الثقافة العربية وتاريخها بتدمير التراث الإنساني، مثل ما يحدث في تدمر والعراق. كما اتضح جليًا الدور البطولي الذي تقوم به المرأة اللاجئة، رغم سائر التحديات المحيطة بها. حرصت منظمة المرأة العربية على تنظيم فعالية موازية لاجتماعات الدورة ال 60 للجنة المرأة بالأممالمتحدة في نيويورك في مارس 2016 وأصدرت بيانًا -بالتعاون مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة- موجهًا من نساء العالم بعنوان "أوقفوا الحرب في سوريا".