فى الوقت الذى يحتفل فيه بذكرى رحيل الموسيقار الكبير سيد مكاوى، حيث رحل فى 21 أبريل من عام 1997..يحتفل العالم باليوم العالمى للأرض التى لم يغن لها مطرب أغنية خاصة كما غنى لها مكاوى، حيث قدم واحدة من أجمل أغنياته عنها، وهى "الأرض بتتكلم عربى"" التى كتبها الشاعر فؤاد حداد صديقه ورفيق رحلة كفاحه، وقد احتفل محرك البحث جوجل بيوم الأرض العالمى الذى يحل 22 ابريل . ولد سيد مكاوي في أسرة شعبية بسيطة في حى الناصرية في السيدة زينب في القاهرة في 8 مايو 1927. كان كف بصره عاملاً أساسيًا في اتجاه أسرته إلى دفعه للطريق الديني بتحفيظه القرآن الكريم، فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجد أبو طبل ومسجد الحنفي بحي الناصرية. وما أن وصل لسن الشباب حتى انطلق ينهل من تراث الإنشاد الديني من خلال متابعته كبار المقرئين والمنشدين آنذاك كالشيخ إسماعيل سكر والشيخ مصطفى عبد الرحيم. وكان يتمتع بذاكرة موسيقية جبارة، فما أن يستمع للدور أو الموشح لمرة واحدة فقط سرعان ما ينطبع في ذاكرته وكانت والدته تشتري له الأسطوانات القديمة من بائعي الروبابيكيا بالحي بثمن رخيص ليقوم بسماعها إرواء لتعطشة الدائم لسماع الموسيقى الشرقية. ومن مفارقات القدر أن تكون أولى أغانيه الخاصة والمسجلة بالإذاعة ليست من ألحانه بل من ألحان صديقه المخلص والملحن الناشئ في هذا الوقت الفنان عبد العظيم عبد الحق، والأغنية هي (محمد). الأغنية الثانية كانت للملحن أحمد صدقى وهي أغنية (تونس الخضرا) وهما الأغنيتان الوحيدتان اللتان غناهما سيد مكاوي من ألحان غيره. في منتصف الخمسينيات بدأت الإذاعة المصرية في التعامل مع سيد مكاوي كملحن، إلى جانب كونه مطربًا، وبدأت في إسناد الأغاني الدينية إليه، والتي قدم من خلالها للشيخ محمد الفيومي الكثير من الأغاني الدينية مثل (تعالى الله أولاك المعالي) و(آمين آمين) و(يا رفاعي يا رفاعي قتلت كل الأفاعي) و(حيارى على باب الغفران) حتى توجها بأسماء الله الحسنى. كما قدم أغاني شعبية خفيفة مثل (آخر حلاوة مافيش كدة)و(ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة). والأغنيتان للشاعر الراحل عبد الله أحمد عبد الله. وكانت بدايته مع الفنان محمد قنديل في أغنية (حدوتة) للشاعر صلاح جاهين، رفيق كفاح سيد مكاوي. وقدم سيد مكاوي بعد ذلك العديد من الألحان للإذاعة من أغانٍ وطنية وشعبية. فقدم مثلاً محمد عبد المطلب أغنيتي (إتوصى بيا)و(قلت لأبوكي عليكي وقالي) وكذلك أغنية (كل مرة لما أواعدك) والتي غناها سيد مكاوي في الثمانينيات ونالت شهرة واسعة. كانت بداية الشهرة لسيد مكاوي من خلال لحن لشريفة فاضل وهو (مبروك عليك يا معجباني يا غالي) واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو (اسأل مرة عليّا) والذي دوى في جميع أنحاء مصر وسلط الضوء على ذلك الملحن الناشئ والذي تتجلى عبقريته في شدة بساطته وعمق مصريته والتي استمدها من المدرستين الموسيقتيين التين كان ينتمي إليهما ونهل من علمهما وهما مدرسة سيد درويش التعبيرية، ومدرسة زكريا أحمد التطريبية، وكان كثيرًا ما يغني ألحانهما سواء في جلساته الخاصة أو حفلاته العامة، وكان دائم الاعتراف بفضل سيد درويش وزكريا أحمد على الموسيقى، وإن كان لم يعاصر الأول ولكن كانت تربطة صداقة بالثاني، وهذا نوع من أنواع الوفاء النادر، الذي قل في أيامنا هذه. ذاع صيته حتى أصبح شيخ الملحنين، وقدم فى مسيرته مئات الألحان لكبار المطربين، فى مقدمتهم أم كلثوم، بلحنه الشهير يا مسهرنى، ولحن لوردة الجزائرية وشادية وفايزة أحمد، وعشرات المطربين. وله من الأوبريتتات الكثير، أشهرها "الليلة الكبيرة" ويعد المسحراتى جزءًا مهمًا فى مسيرته الإبداعية كملحن ومغنٍ لحلقاتها التى كانت تقدم فى رمضان سنوات طويلة.