قال المترجم د. محمد عناني، إنه عند ترجمة أعمال شكسبير، أو أي عمل، لابد أن يترجم الشعر شعرًا والنثر نثرا، منتقدًا ترجمة أعمال شكسبير، التي كتب كلها شعرًا، إلى العربية في شكل نثري، مضيفًا: وليتها ترجمة جيدة. جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من احتفالية "نحن وشكسبير" التي أقيمت اليوم الخميس بالمجلس الأعلى للثقافة، في إطار الاحتفال بمرور 400 عام على ميلاد شكسبير، وأدارها د. محمد حمدي إبراهيم، وتحدث فيها كل من د. سليمان العطار، د.أمية خليفة، بالإضافة لعناني. كما أشار العناني إلى أن المترجمين المصريين يقتصرون على عدد قليل من أعمال شكسبير، قائلا إن المترجم لا يزيد على ترجمة مسرحيتين فقط، مطالبًا بأن يتوسعوا في ترجمة سائر أعماله، أو العدد الأكبر منها. وأضاف العناني أنه، من خلال نصف قرن من العمل بالترجمة، يرى أن المترجم يقوم بدور المحرر، وأن النص، سواء الأصيل أو المترجم، لا ينبغي أن يتم التعامل معه وكأنه نص لا يقبل التعديل. كما أشار العناني إلى أن ترجمة الأدب، وبخاصة عند ترجمته لشكسبير، لابد أن تراعي الغرض الذي تقدم من أجله الترجمة، ضاربا المثل ب"روميو وجوليت"، التي ترجمها عام 1985، قائلا: أخطأت في ترجمتها بتقديمها كعمل تراجيدي موسيقي في الآن نفسه، لذلك قمت بترجمتها مرة أخرى بشكل مختلف. وفي عودة لترجمة أعمال شكسبير نثرا يقول العناني: الممثلون لا يحبون الشعر؛ ذلك أنه يفرض عليهم الالتزام بالنص، وآخر ما يحترم الممثل هو النص، لذلك فإنهم يفضلون النثر. وقالت د.أمية خليفة، في ورقتها البحثية التي تحمل عنوان "ترجمة الإحالات في مسرحية هاملت"، إن المترجم الذي يترجم أعمال شكسبير لابد أن "ينقل فحوى العمل، هو يفهم ثقافة النص المصدر، ويترجمها حيث تناسب ثقافة المتلقي". وتناولت خليفة في بحثها ثلاث ترجمات لهاملت، الأولى لخليل مطران، والثانية محمد عوض محمد، والثالثة لمحمد عناني. وعن مطران تقول خليفة إنه "ترجم برغة رشيقة، ولكنه لم يحاول أن يحاكي النص الأصل، لذلك قام بالكثير من الحذف". وتضيف: رأى مطران أن نص شكسبير لا يمكن حبسه في إحالات مرتبطة بزمن، لذلك حرره من جميع الإحالات، في حين حاول محمد عوض الالتزام بها. وتواصل حديثها عن عوض قائلة: ترجمة عوض تأثرت بالتعريف السائد عن الترجمة آنذاك، الذي ارتبط بمفهوم "الأمانة"، لذلك فهو نادرا ما يلجأ إلى الحذف. وتقول عن عناني إنه التزم ب"المفهوم التفسيري" وحاول أن يحاكي النص من خلال الشكل والمضمون. وفي كلمته، التي تناولت مقارنة بين الأديب الإسباني ثيرفانتس، صاحب "دون كيخوت"، وشكسبير، قال د.سليمان العطار: "الرجلان تجاوزا حدود المحلية، وانتسبت لغة البلدين إليهما، حيث أضافا مفردات وأساليب جديدة للغتين". وأشار العطار إلى تأثر شكسبير بثرفانتس، من خلال قصة كاردينيو التي تضمنتها "دون كيخوت"؛ حيث كتب شكسبير مسرحية حول هذه القصة، لافتال إلى أن هذه المسرحية ضاعت، وزعم كثيرون أنهم يمتلكون النسخة الأصلية منها. وأضاف: عندما توفي لورد هامبري في 2014، وجدوا بين مقتنياته النص الأصلي، الذي يحمل صورة مرسومة لشكسبير، تحمل النص الأصلي ل"كاردينيو".