وافقت وزارة الآثار المصرية، على قيام فريق علمي مصري بمشروع لبحث علاقة المعابد الفرعونية ومواقعها واتجاهاتها، بعلوم الفلك في مصر القديمة. يتضمن المشروع، استكمال عملية الرصد الميداني لظاهرة تعامد أشعة الشمس على 14 معبدًا مصريًا في الجيزةوالأقصروأسوان والوادي الجديد وقنا، وبحث علاقة الضوء بالتشكيل المعماري في مصر القديمة. وقال رئيس الفريق البحثي بالمشروع، الدكتور أحمد عوض لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد إن المشروع يتضمن توسيع قاعدة البيانات الخاصة بوجهة كافة المعابد والمقاصير المصرية القديمة المسجلة بسجلات وزارة الآثار المصرية، ودراسة وتوثيق العلاقة الفلكية والأثرية بين مسار أشعة الشمس على مدار السنة وعمارة تلك المعابد والمقاصير، وذلك في الأوقات الثلاثة المقدسة للشمس في العقيدة المصرية القديمة، وهى وقت شروق الشمس وظهيرتها وغروبها، بجانب دراسة ظاهرة اقتران أشعة شمس الظهيرة مع أوجه الأهرامات المصرية. وأضاف عوض أن الجديد في المرحلة الثانية أنه سيتم فيها تحديد الفرق الزمني بين حدوث تلك الظواهر الفلكية المقترنة بحركة الشمس إبان وقت بناء الأثر سواء كان معبداً أو مقصورةً أو هرماً، وبين وقت حدوثها في وقتنا المعاصر، وذلك عبر الاستعانة بأحدث برامج الحاسب الآلي المتخصصة في دراسة حركة الأجرام السماوية وهو الفرق الزمني الذي يرجع حدوثه إلى ما يعرف في مسلمات علم الفلك بظاهرة "السبق". وأشار إلى أنه ستتم دراسة كافة الظواهر الفلكية على المعابد والمقاصير والأهرامات والمقابر الملكية التي أقيمت في العصور المختلفة من تاريخ مصر القديمة، ومعرفة ما إذا كانت تلك الظواهر ترجع إلى حركة الشمس السنوية أو الأطوار الشهرية للقمر أو حركة النجوم على صفحة السماء، وذلك بحسب المعتقدات الدينية التي كانت سائدة في مصر الفرعونية. وقال عوض إن المشروع البحثي يتضمن أيضًا تعريفًا بالمواقع الأثرية التي ترتبط في بنائها بظواهر فلكية، لتكون مصدر جذب سياحي بمصر، بخاصة في ظل تنامى ما يسمى بسياحة الفلك، وعلم الفلك الأثري، والعمل على استغلال مثل تلك الظواهر الفلكية بالمعابد والمعالم الأثرية المصرية سياحياً. يذكر أن أشهر تعامد للشمس على المعابد المصرية القديمة، يجرى مرتين في العام على معابد أبو سمبل جنوبي أسوان، بجانب تعامد القمر كل ثلاثة أعوام على معابد الكرنك في مدينة الأقصر، فيما يسمى بظاهرة القمر الأزرق، وذلك ضمن 4500 ظاهرة فلكية عرفتها مصر القديمة.