قال المبعوث البريطاني إلى سوريا جاريث بايلي أمس الاثنين إن على السوريين من الطرفين أن يقررا مستقبل بلادهم في مفاوضات "جنيف 3"، محذرًا من أن الفشل يعني المزيد من القتل والدمار. وانطلقت أمس الاثنين الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 3" بلقاء للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والوفد الحكومي السوري برئاسة السفير بشار الجعفري في المقر الأوروبي للأمم المتحدة، أما اللقاء الأول مع وفد المعارضة المنبثق من مؤتمر الرياض فحدد له موعد قبل ظهر اليوم الثلاثاء. وفي تصريحاته التي أدلى بها حول مؤتمر جنيف، قال بايلي مساء أمس الاثنين "سير المحادثات بشكل صحيح سيؤدي إلى تأمين حصانة لهدنة دائمة ومن شأنه أن ينقل السوريين إلى مرحلة جديدة وهي البحث في مستقبل بلدهم، وإن اجراءات بناء الثقة مهمة ولكن يجب أن تتبع بمرحلة انتقالية تفضي إلى حكومة انتقالية تمثل جميع السوريين". وأكد المبعوث البريطاني أن العملية ليست سهلة وهناك تحديات كبيرة أمامها، ولكن الحلول قابلة للتحقيق عندما تتوفر الإرادة الجدية لإنهاء مأساة الشعب السوري، وقال "هناك من يعتقد أن جنيف 3 سوف تؤدي لبقاء من ارتكبوا العنف بحق السوريين، وهذا غير صحيح لأن السوريين لن يقبلوا بالعيش مع من قتل أبناءهم". كما أكد أن نجاح جنيف 3 يعني توقف الموت عن طرق أبواب السوريين والتوقف عن رؤية الأبناء يذهبون للموت كل يوم في حرب لا نهاية لها، وأشار إلى أن الهدنة أكدت أن المواطن السوري يريد السلام وليس الحرب ويريد مستقبلًا أفضل سياسيًا واقتصاديًا يتم احترام رأيه فيه وهو يقرر مصيره. وكانت الحكومة البريطانية قد دعت جميع الأطراف المشاركة في مفاوضات "جنيف 3" بين الأطراف السورية إلى استغلال "الفرصة التاريخية" المتاحة، مشيرة إلى أن نجاحها سيؤدي إلى تنفيذ التوافقات الدولية حول مراحل العملية السياسية. من جانبه، علق وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء سحب قواته من سوريا، قائلًا، في تغريدة على حسابه على موقع تويتر، " قرار روسيا يمكن أن يكون إيجابيًا إن كان جزء من التزام حقيقي بعملية انتقال سياسية بقيادة السوريين واستمرار وقف القتال". وأوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بسحب القوات الرئيسية من سوريا بدءًا من اليوم الثلاثاء. جاء ذلك عقب لقاء ثلاثي جمع بوتين بشويجو ووزير الخارجية سيرجي لافروف أمس الاثنين في الكرملين، وأعلن الكرملين أن جميع ما خرج به اللقاء الثلاثي تم بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر بوتين أن المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا تم انجازها.