كشفت دراسة قام بها دكتور محمد جمال كفافي استشاري مشروع تحسين كفاءة الطاقة، أنه على المستوى القومي ساهم الازدياد المتسارع في السكان والهجرة الداخلية إلي المدن والتوسع العمراني، ودعم أسعار السلع والخدمات خلال العقود الماضية، ساهم في إزدياد غير مسبوق فى استهلاك الطاقة بمعدل يتجاوز 7% سنويًا، برغم وصول معدل النمو الاقتصادي إلى 2% فقط، ونسبة العجز في الموازنة المصرية ارتفعت إلي حوالي 13% خلال تلك الفترة. وقال كفافي إن مشروع تحسين كفاءة الطاقة للإضاءة والأجهزة الكهربائية التابع لوزارة الكهرباء وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي قام خلال عام 2015 بإجراء دراسة ميدانية لأول مرة في مصر، لمعرفة وتحليل أنماط استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وكلية الهندسة-جامعة القاهرة. وأشار إلي أن نتائج البحث والدراسة توصلت إلى أن أعلى الأجهزة الكهربائية استهلاكًا للكهرباء في المنزل المصري بشكل عام على مدى العام تتمثل في التليفزيون والريسيفر، وأجهزة تسخين المياه، والإضاءة، والثلاجة، والتكييف وأخيرًا المرواح الكهربائية. ولفت كفافي إلى أهمية الدراسة بعد أن أوضح التقرير السنوي لوزارة الكهرباء أن المنازل تستهلك نسبة 43.3% من خلال 22 مليون منزل لديهم عدادت كهرباء، وإذا أضيف إليهم نسبة استهلاك الإضاءة والأجهزة الكهربائية في باقي قطاعات الدولة سنجد أنها تتجاوز 50% من إجمالي استهلاك الكهرباء في مصر سنويًا، علاوة على معدل زيادة الطلب على الكهرباء لايقل عن 8% سنويًا، كما أن ترشيد وتحسين كفاءة استخدام الطاقة هو أسرع أرخص الحلول لعلاج أزمة الطاقة في مصر. وتابع أن مشكلة التليفزيون والرسيفير تكمن في أن درجة تشبع السوق 96%، وتستخدم أكثر من 10 ساعات يوميًا، ومعظمها أجهزة قديمة، ولايتم فصل الكهرباء عنها من المنبع عند غلقها بل يكتفي باستخدام الريموت كنترول، وهذا يجعل الأجهزة تستهلك حوالي 40% من الكهرباء. علي الرغم من أن مصر من الدول التي لديها أعلى سطوع شمسي، إلا أن استخدام الكهرباء في تسخين المياه تفوق كثيرًا عن التسخين بالغاز أو السخانات الشمسية التي يكاد ينعدم وجودها في البيت المصري بمختلف الأماكن والمستويات. وقال إن المنزل المصري مازال يستخدم نظم الإضاءة القديمة بنسبة تتجاوز 50%، في حين أن اللمبات الليد واللمبات المدمجة توفر ما لايقل عن 80% من استهلاك الكهرباء في الإضاءة مقارنة باللمبات المتوهجة. وعلى الرغم من أن نسبة انتشار التكييف في المنزل المصري حوالي 20%، إلا أن ذلك يؤثر في شبكة الكهرباء في الصيف؛ نتيجة تقادم أغلبية الأجهزة، وسوء الصيانة، وجودة المعروض من الأجهزة أقل من مثيلة في دول أوروبا وأمريكا، فضلًا على أن أجهزة التكييف الموفرة للطاقة والتي تعمل بتكنلوجيا الانفرتر غالية الثمن، وغير منتشرة في الأسواق.