دخل اليوم "الخميس" مئات السوريين الذين نزحوا منذ أيام إلى الحدود السورية، إلى تركيا، فرارا من تقدم الجيش السوري الذي بات على مسافة مئات الأمتار فقط من مخيماتهم كما أفاد مراسل لفرانس برس. عبر مئات النازحين السوريين حاجز الأسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود، وصاروا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على شمال بلدة جوفيتشي التركية الحدودية. كما شوهدت مجموعة من مئات الأشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك. وكان سكان قالوا سابقا إن قوات سورية انتشرت على طريق رئيسية تصل من مدينة حلب إلى تركيا مع امتداد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية إلى مناطق حدودية بينما تتزايد انتقادات أنقرة للحملة العسكرية التي يشنها الرئيس بشار الأسد. وفي اليوم المائة لانتفاضة ضد حكم الأسد السلطوي قال سكان إن جنودا من الجيش والشرطة السرية تساندهم مركبات مدرعة أقاموا حواجز أمس الأربعاء على الطريق، وهو مسار رئيسي لمرور شاحنات الحاويات من أوروبا إلى الشرق الأوسط، وألقت القبض على عشرات الأشخاص في منطقة حريتان شمالي حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا. وأضافوا أن ناقلات جند مدرعة وصلت إلى منطقة دير الجمال على بعد 25 كيلومترا من الحدود التركية. وقال أحد السكان -وهو طبيب- لرويترز بالهاتف: "النظام يحاول إجهاض اضطرابات في حلب بقطع الإمدادات من تركيا.. أناس كثيرون هنا يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية للهرب من التجسس السوري على مكالماتهم ولهم صلات عائلية مع تركيا وهناك أيضا طرق تهريب قديمة كثيرة يمكن أن يستخدمها الناس للهرب". وتشهد المناطق الشمالية على الحدود مع تركيا احتجاجات متزايدة للمطالبة بالحريات السياسية ونهاية لحكم أسرة الأسد المستمر منذ 41 عاما عقب هجمات شنها الجيش على بلدات وقرى في منطقة جسر الشغور بمحافظة أدلب إلى الغرب من حلب والتي تسببت في فرار أكثر من 10 آلاف نازح إلى تركيا. ولم تشهد الأحياء الوسطى في حلب احتجاجات فيما يرجع جزئيا إلى وجود أمني مكثف وتحالف مستمر بين الأسر السنية التي تعمل بالتجارة والطائفة العلوية التي تحكم سوريا. لكن نشطاء قالوا إن قوات الأمن قتلت متظاهرا في حلب يوم الجمعة، وألقت القبض في الأيام الثلاثة الماضية على 218 طالبا بجامعة حلب التي أصبحت مسرحا لاحتجاجات يومية الآن. وفي أدلب تقول جماعات حقوقية إن قوات الأمن السورية قتلت أكثر من 130 مدنيا وألقت القبض على 2000 في حملة لسحق المعارضة في المحافظة. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي للاجئين إنه منذ السابع من يونيو يفر حوالي 500 إلى 1500 شخص كل يوم عبر حدود سوريا مع تركيا التي تمتد لمسافة 840 كيلومترا. وتزايدت انتقادات تركيا للرئيس السوري بعد أن كانت قد ساندته في السابق في مسعاه لإقامة سلام مع إسرائيل وتحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة، بينما فتح الأسد السوق السورية أمام البضائع التركية. وحذرت تركيا الأسد من تكرار أعمال القتل الجماعي في المدن التي حدثت أثناء حكم والده في عقد الثمانينيات. وقال مسئول تركي كبير إن الأسد أمامه أقل من أسبوع لبدء تنفيذ إصلاحات سياسية طال الوعد بها قبل أن يبدأ تدخل أجنبي.