من المقرر أن يبحث قادة الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى اليوم الخميس المطالب البريطانية الخاصة بالإصلاح، حيث لم يبق سوى عامان على الاستفتاء المقرر على بقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي. ويعد البريطانيون أوروبيين متبرمين رغم بقائهم داخل التكتل السياسي والاقتصادي لأكثر من 40 عاما. وهناك مخاوف شائعة من ان بريطانيا تتجه نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي ،والذي يقول الكثيرون إنه سوف يزعزع استقرار التكتل. وكتب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لقادة التكتل في الخطاب الذي دعاهم فيه لقمة بمناسبة نهاية العام والتي تعقد في بروكسل اليوم الخميس :"التوقعات عالية للغالية بأنه لا يمكننا الهروب من إجراء مناقشة جادة دون محظورات". وسوف تكون القمة أول الفرصة للقادة ال28 ليناقشوا معا مقترحات الإصلاح التي قدمها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتجنب انسحاب بلاده من عضوية الاتحاد. وكان كاميرون قد حدد أربعة مجالات يسعى للتغيير فيها قبل إجراء الاستفتاء حول البقاء أو الخروج : وهي القدرة التنافسية والسيادة الوطنية والإدارة الاقتصادية وحصول مواطنين من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي على الإعانات الاجتماعية البريطانية. وتعد النقطة الأخيرة هي الأكثر إثارة للجدل، حيث يعارض أعضاء الاتحاد الأوروبي بشدة أي تمييز في الرعاية الاجتماعية ضد مواطنيهم المقيمين في بريطانيا. وقال مسئول بارز في الاتحاد الأوروبي ،طلب عدم كشف هويته، أمس الأربعاء :"لا تزال أمامنا مشكلة خطيرة ، ولا نعلم كيف نمضي قدما في مسألة الرعاية الاجتماعية". وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد دعا هؤلاء المتخوفين إلى تقديم اقتراحات بديلة، ولكن آخرين يريدون أن تقدم لندن حلولا. ولا يتوقع أن تشهد قمة هذا الأسبوع تقدما بشأن مطالب بريطانيا ، حيث يقول توسك إن الجانبين "ما زالا بعيدين عن الاتفاق بشأن عدة قضايا". وفي مسودة للاستنتاجات أعدت للقمة التي تستمر يومين ، بقي الجزء الخاص ببريطانيا خاليا. ويحرص مسئولو الاتحاد الأوروبي على التوصل لاتفاق خلال الاجتماع المقبل لقادة التكتل في فبراير. ومن المقرر أن يبحث قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس أيضا مواجهة أزمة الهجرة في أوروبا. ومن المقرر أن تعقد قبيل القمة مباحثات تبدأ الساعة 1100 صباحا في بروكسل (1000 بتوقيت جرينتش) بين الدول التي يعتقد أنها مناسبة لإعادة توطين بعض اللاجئين المتواجدين في تركيا وبين رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو. وينتقل جميع قادة الاتحاد الأوروبي غدا الجمعة إلى مكافحة الإرهاب والأزمة في سوريا وقضايا تتعلق بالاقتصاد والطاقة من بينها الخطط المثيرة للجدل التي وضعتها عملاقة الطاقة الروسية "جازبروم" لتمديد خط أنابيب "نورد ستريم" إلى ألمانيا. ويمكن أن يناقش قادة التكتل أيضا العقوبات الاقتصادية ضد روسيا التي من المقرر تجديدها. ولكن ديبلوماسيين قالوا إن طلب دونالد توسك من السفراء اتخاذ قرار بشأن هذا الأمر بعد ظهر غد جعل إجراء مناقشة في القمة أمر أقل احتمالا.