تلقى رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة نجيب ميقاتي، بعد نحو ثلاث ساعات من تأليف حكومته التي أعلنها، بعد أربعة أشهر ونصف الشهر من تكليفه بتشكيلها، ضربة من وزير الدولة طلال أرسلان، الذي أعلن استقالته من الحكومة. كان أرسلان قد حذر في مرات عدة من أنه يرفض تولي منصب وزير دولة، وطالب بوزارة الدفاع، وقال في مؤتمر صحفي إنه يعلن استقالته من حكومة ميقاتي. كان الملياردير ورئيس الحكومة السابق ميقاتي قد أعلن بعد ظهر اليوم الإثنين تشكيل حكومته الثانية من 29 وزيرا، خلفت حكومة المليادير سعد الحريري التي استقالت بعد أن فقدت الأكثرية النيابية. قال ميقاتي في أول تصريح له بعد إعلان حكومته المؤلفة من المعارضة السابقة التي تضم قيادات سياسية أبرزها، التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والتي تلقت دعما من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بانضمامه إليها، إن حكومته الجديدة "متمسكة باتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب في العام 1989) كاملا والدفاع عن سيادة لبنان وتحرير ما تبقى من أرضه المحتلة". أضاف ميقاتي، الذي يحب أن يوصف دائما ب"الوسطي" أنه يدعو إلى "إعادة حوار هادئ وبناء تحت سقف المؤسسة الدستورية". وقال "إننا على ثقة فى أن هذه الثوابت هي التي تحفظ لبنان واستقلاله وتحفظ العيش المشترك" وإنه "بالتضامن وحماية صيغة العيش المشترك سنتمكن من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بمسئولية وطنية جامعة تستجيب لأماني اللبنانيين". أعلن أنه تم اختيار شعار للحكومة هو "كلنا للوطن كلنا للعمل" وأعلن حرص هذه الحكومة "على المحافظة على العلاقات المتينة مع كل الدول العربية الشقيقة وستسهر على تنميتها، متطلعة إلى تعاون صادق على أساس الاحترام الكامل والمتبادل لسيادة كل دولة واستقلالها". كان ميقاتي وهو نائب عن مدينة طرابلس الساحلية الشمالية قد أشرف في أول حكومة ألفها في عام 2005 على الانتخابات النيابية التي لم يشارك فيها. وفور تكليفه في 25 يناير الماضي حاول تشكيل حكومة "وحدة وطنية" تضم مختلف الأطراف السياسية في لبنان، لكن رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري والأحزاب المسيحية المتحالفة معه وضعت شروطا للقبول بدخول حكومته مما أدى إلى عدم حصول ذلك.