مشهد انغمس فى الوجدان، لم يستطع من حس به أن ينساه مهما شاب به العمر، فمهما أبدع مخرج فى عمل سينمائى لم ينفذه ببراعة مثل مرارة هذه الواقعة. القصة ضحيتها طفلة لا ذنب لها ولا جريمة ارتكبتها لتلقى مصيرًا كهذا، كل ما كانت تتمناه صاحبه الخمس سنوات قطعة من اللحم تسد جوع بطنها الصغير، الذى تعود على الحرمان بسبب زوجه أبيها التى كانت تمنع عنها الطعام، ولا تلقى لها إلا ما يتبقى منها. "فرح" ضحية افتراء وقع عليها من امرأة يتجمل قلبها بسواد القسوة والعنف، ولا تمتلك ضميرًا يحكم تصرفاتها، فبدلاً من أن تعوض الطفلة عن أمها التى حرمت منها، فضلت أن تبرز لها أقبح ما فيها وتضرب مثالاً يحتذى به لكل من أراد أن يكون وليًا للشيطان! بداية الجريمة عندما توجهت الطفلة نحو الثلاجة وشبت على قدميها الصغيريتين لتأكل قطعة لحم صغير بعدما قضيت معظم النهار دون أن يعطف عليها أحد بكسرة خبز، وببراءة الأطفال تذهب لتلعب مع أصدقائها وتكمل يومها. وبعد نصف ساعة تفاجأ زوجة الأب باختفاء قطعة لحم من الطبق الذى وضعته داخل الثلاجة، على الفور قررت تلقين جسد الطفلة النحيف علقة ساخنة، وندهت عليها، وبدون رحمة، قامت بتقييدها وانهالت عليها ضربًا وكأنها تصارع فتاه بالغة، بعدما صمت أذانها عن صراخها وتوسلاتها وهى تتوعدها إنها لن تفعل ذلك مرة ثانية، إلا أن الانتقام جعل الجسد يصمت للأبد وتترك من بعدها قلوبًا مطعونة تنزف دمًا لفراقها. الغريب أن الأب حاول تبرئة زوجته من دم نجلته ولم يندهش بعدما فقدها بل ظل يدافع ويقف بجوار زوجته ويعلل فعلتها بأسلوب رآه البعض أنه لم يتأثر ولم يخضع أو ينكسر بعد فقدانه للكنز الذى هداه به ربه. وادعى أن نجلته أصيبت بتسمم إلا أن محاولاته لم تفلح فحينما يسلك الإنسان طريق الشر تزج به نواياه السيئة فى فخ نصبه القدر له، لتنكشف بعد ذلك حيلتهما. السطور التالية تروى تفاصيل الواقعة. البداية عندما تلقى اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة، إخطارًا من مستشفى البدرشين العام بوصول الطفلة فرحة سعد 5 سنوات جثة هامدة إثر إصابتها بكدمات وسحجات بالوجه والرأس والجانب الأيمن. انتقل رجال الأمن بقيادة العميد عبدالوهاب شعراوى رئيس مباحث قطاع الجنوب، حيث قرر والدها سعد محمد 34 سنة سائق بوفاة ابنته لأسباب غير منطقية بتناولها بعض الأطعمة تسببت فى إصابتها بتسمم. ومن خلال تحريات العميد رشدى همام مفتش مباحث الجنوب تبين عدم صحة أقوال والدها وأن المجني عليها تقيم بصحبة والدها وزوجته عقب قيامه بتطليق والدتها وأن سبب وفاتها قيام زوجة والدها نجوى سعيد 23 سنة ربة منزل بالتعدي عليها بالضرب ودفعها تجاه الحائط بقوة مما أدى إلى ارتطامها به وحدوث إصابتها، التي أودت بحياتها بسبب تناولها قطعة لحم من ثلاجة المنزل دون علمها، فقررت معاقبتها بالموت. ومن خلال عدد من الأكمنة تم ضبط المتهمة وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة.