أثارت قصيدة باللغة العامية وضعها أيمن محمود حبلص الطالب بأكاديمية مبارك للأمن على حائط صفحته بموقع فيسبوك جدلا شديدا بالأمس، حيث جاءت القصيدة -وهي مكتوبة بأسلوب ساذج وركيك جدا- ردا على أغنية "أبو دبورة" التى تغنى بها مطرب الثورة رامى عادل لتعكس نوعا من الشعور بالاستعلاء من قبل كاتبها بوصفه شرطى والنظرة التى ينظر بها إلى الجميع معتبرا أن ضباط الشرطة هم "أسياد" المجتمع. وبقدر ما حملت كلمات القصيدة من تهديد ووعيد تمثل فى بعض عباراتها مثل "بكره أبو دبورة وكاب حيخلوا عيشة أهلك هباب" و "كلمة حقولها لك الحق شوف اللي حيجرالك" ؛ بقدر ما أثارت الغضب ضد ما اعتبروه خللا فى مناهج تعليم طلاب الشرطة والطريقة التى يتم التعامل بها معهم فى الكلية وما يترتب عليها من تنشئة هؤلاء الطلاب على كونهم "أسياد" الناس والمجتمع وهو ما أفرز العديد من السلوكيات والممارسات الشاذة التى تسببت فى الصدام بين الشعب والشرطة على مدى السنوات الأخيرة. ولسوء حظ الطالب لم يتخذ أى إجراء لحماية صفحته الشخصية على الفيسبوك من خلال قصرها على أصدقائه فقط وهو الأمر الذى نتج عنه تداول المصريين لصورة من صفحته التى كتب عليها القصيدة فى ملاحظاته تحت عنوان "كلام جامد" بالإضافة إلى صورة الشهادة التى حصل عليها من الإدارة العامة للأمن المركزى بالإسكندرية لكونه طالبا مثاليا، مستنكرين أن تكون تلك قناعات أفضل طلاب أكاديمية الشرطة ومطالبين بتغيير أساليب الدراسة والتعليم بتلك الأكاديمية من أجل رأب الصدع وتغيير الصورة الذهنية حول العلاقة بين الشعب والشرطة والدور الحقيقي لكل منهما كشريكين فى وطن واحد دون استعلاء من أحدهما على الآخر. والقصيدة كما نشرها حبلص تأتى كلماتها كالتالى: "ياللي بتتريق علي البوليس اكيد انت اخو ابليس بكره أبو دبوره و شورت و كاب حيخلو عيشه أهلك هباب مع ان الشورت ده مش لبسنا ده لبس اللي زيك من الكلاب واقف ترقص و عامل فرحان وانت بتشتم اللي بيحرسوا الاوطان لو كنت راجل بحق وصحيح ما كنتش غلط فينا وانت بتصيح لكن الشرطة يبني حرقاك لانها دايما معلمه علي قفاك اكيد انت حرامي فراخ او قعدت في يوم علي المنفاخ مهما يبني تلف و تدور ضباطنا يبني نور علي نور مهما تقول انت وجمال مروان اللي ابوه جاسوس و بتاع نسوان حنفضل نحميكي يا مصر يا غالية مهما قالوا عملاء الامريكان و دي رساله مني ليك قبل ما تموت و تغمض عينيك اتقي الله يا واطي في بلادنا دول ضباطها سيادك مش لعبه في ايديك ماسك جيتار يا خسيس اش فهمك انت في البوليس كبيرك تعاكس الحريم او تاكلك شويه برسيم لكن تتكلم عن الرجاله دي واسعه عليك يابو رياله العيب مش عليك يا فكيك ده عيب ابوك اللي نسي يربيك لو دخلت الشرطه أي يوم حتهرب ملط من غير هدوم الشرطه دي فخر وصيت وانشأها الفاروق يا عبيط كفاياك يا بني تنطيط واسرحلك ببيض وصميت احنا عايزين اعتذار من الرجالة مش الرقاصين الزباله لو غلط فيه اللي اسمه رامي أكيد حعتيره زي أي حرامي مش عجبك مباحث الآداب أكيد ماما هناك يا كداب عامه يا بني جاموس اللي زيك بيعبد الفلوس اخر كلمة حقولهالك الحق شوف اللي حيجرالك". وأمام هذا الهجوم الشديد الذى تعرض له الطالب لم يجد مفرا من كتابة اعتذار على صفحته يعلن فيه أن القصيدة ليست من تأليفه وأنه فقط وجدها ونشرها على الفيسبوك لمجرد المشاركة "ردا على ما أشيع فى الفترة الأخيرة حول قصيدة الطالب المثالى اللتى تناولتها الصحف أخيرا وحق الرد مكفول لأى مواطن، فقال إن هذه القصيدة ليست من تأليفى ولا تمت لى بصلة ولا شاركت فى تأليفها وإنما هى قصيدة وجدتها بمحض المصادفة على صفحات فيسبوك ونقلتها على الصفحة الخاصة بى بحسن نية لكى أقرأها بنفسى وليس نقلى لها أو احتفاظى بها يدل على إعجابى بهذا الكلام الذى يسىء لمعنى الثورة أو البطل المصرى أشرف مروان واتهامه بالجاسوسية وأنا أيضا رافض لهذا الكلام أو أن الشرطة أسياد وغيره من الكلام القبيح. وأود أن أنوه بأنى كطالب فى كلية الشرطة لا أعتبر نفسى سيدا ولكنى مصرى أحمل رسالة الأمن من أجل الوطن والشعب وأوجه حديثى أيضا إلى من رفضوا هذا الكلام رفضا تاما أننى معهم لأنى اتبع جهازا محترما وتربيت فى كلية أساسها احترام المواطن والسعى للتضحية بالروح من أجل الوطن ولا يصدر منا هذا الكلام لأننا ببساطة مصريون ولكن نحمل أنبل رسالة وهى حفظ الأمن والقضاء على الفساد وأعتذر لكل من آلمته هذه القصيدة وأغضبته ولكنى لم أقصد كل ما يحدث الآن ولكنها كانت حرية التصفح والمشاركة فقط وبحسن نية. انتهى كلام الطالب ثم قام بفرض قواعد للحماية الخصوصية على صفحته الشخصية وقصرها على أصدقائه فقط. وبالرغم من اعتذار الطالب، إلا أن تلك الكلمات نكأت جرحا مازال ينزف وطالب الكثيرون بإصلاح التعليم الشرطى لأنه هو اللبنة والأساس الذى يبنى عليه الطالب خبرته الأولى وصورته الذهنية عن دوره فى المجتمع والامتيازات التى يجب أن يحصل عليها وفق نظرة الاستعلاء التى كانت تغلب على التعاملات بين الشعب والشرطة والتى ساهمت إلى حد كبير فى الفجوة بين الطرفين.