"الحاجة أم الاختراع"، مثل شعبي يوصف إلى حد كبير الوضع بعدد من مناطق الإسكندرية التي لا تزال غارقة في مياه الأمطار والصرف الصحي، لم يستطع معها الأهالي التنقل بين منازلهم أو خارج المنطقة فلجأوا لعدد من الوسائل التي ابتكروها لتساعدهم على ذلك. أولى تلك الوسائل هي ما قام أهالي نجع العرب بنطاق مينا البصل غرب الإسكندرية والتي غرقت بشكل كامل، نتيجة طفح بحيرة مريوط المجاورة لها عليها بعد زيادة منسوب المياه بها خلال الهطول الغزير للأمطار مؤخراً، إلى ارتفاع نحو مترين في شوارع ومنازل النجع، حيث تعطلت مظاهر الحياة، فلجأ الأهالي بها إلى استخدام "الفلوكة"، في التنقل بين المنازل وللذهاب لقضاء احتياجتهم واعمالهم. يقول محمد حسين أحد أهالي المنطقة، الفلوكة -وهي عبارة عن مركب صغير نسبيا- أصبحت الوسيلة الوحيدة للتنقل بعد غرق المنطقة، حيث لا تستطيع أي سيارة دخول المنطقة بسبب أرتفاع المياه بشكل كبير". وأضاف في تصريحات خاصة: "نستخدم نفس الفلوكات التي كنا نستخدمها في الصيد ببحيرة مريوط والملاحات، مطالباً المسئولين بسرعة التدخل لإيجاد حلول لأزمتهم وخاصة بعد توجيهات الرئيس السيسي خلال زيارته أول أمس للمدينة". وفي المنطقة الصناعية الرابعة ببرج العرب والتي غرقت هي الأخرى بمياه الأمطار لليوم الخامس على التوالي، ابتكر العمال طريقة جديد لعبور تلك البحيرات من المياه والوصول لمصانعهم، حيث قاموا بصنع عوامة تشبه الطوف إلى حد كبير. وفي منطقة عزبة محسن لجأ الأهالي إلى العجلة الثلاثية الملحقة بصندوق حديدي للتنقل كوسيلة لعبور المياه المتراكمة في الشوارع، حيث يقول ذكي عفيفي أحد قاطني المنطقة: العجلة الثلاثية هي انسب وسيلة للعبور بين بحيرات المياه المتراكمة، لافتاً إلى أن أغلب الأهالي أصبحوا يرتدون "الكزلك"، وهو عبارة عن حذاء بلاستيك طويل لعبور الطين والمياه. ولم يجد المئات من طلاب كلية الطب البيطري بجامعة الإسكندرية والموجود بمنطقة أبيس شرق الإسكندرية، وسيلة للدخول لكليتهم سوى عن طريق ممرات خشبية طويلة ورفيعة تعبر بحيرة المياه الموجودة أمامها". يقول الطالب علي السيد: الممرات الخشبية الموضوعة لربط الكلية بالشارع هي رفيعة للغاية وتعبرها الفتيات على الأخص بصعوبة بالغة، حيث إن من يختل توازنه سيسقط، لافتاً إلى أن أغلب الطلاب يفضلون الرحيل والعودة لمنازلهم عن العبور".