قال رئيس إقليم كردستان العراق، المنتهية ولايته، مسعود البارزاني: إن الإقليم يمر بمرحلة حساسة وأنه أمام فرصة وتهديد كبيرين. وقال البارزاني، في كلمة اليوم الأربعاء بمناسبة عيد الأضحي المبارك، إنه "لم يكن هناك داع لتعميق أزمة رئاسة الإقليم وزعزعة استقرار الشعب الكردي .. لقد طالبت بإجراء انتخابات رئاسية قبل انتهاء المدة القانونية وقمت بواجبي القانوني لكن الانتخابات لم تحدث". ولفت إلى أنه كان قد طالب جميع الأحزاب والبرلمان بحسم هذا الموضوع، ولم تكن هناك استجابة، وقال: إنني "لم أطلب أبدا أن أبقى في منصبي وأرفض مايقوله البعض أنه لا بديل لي". واقترح البرزاني على الأحزاب الكردية أن يتفقوا على حسم آلية انتخاب رئيس الإقليم وسلطاته وصلاحياته قبل عام 2017 في مشروع دستور إقليم كردستان وأن يكون الراي النهائي والكلمة الفصل للشعب في هذا الموضوع.. وحتى هذه الفترة، فلتقرر هذه الاحزاب ما تراه مناسبا حول منصب رئاسة كردستان، وسأتقبل الأمر مهما كان القرار والاتفاق باستمراري بأداء واجباتي حتى اجراء الانتخابات او الاتفاق على شخص آخر يحل محلي وساسلم امانة الرئاسة لاي شخص تتفق عليه هذه الاحزاب ولانريد ان نشغل الشارع الكردي بهذه المسالة اكثر من ذلك. وطالب البارزاني جميع الأحزاب الخمسة الممثلة في برلمان وحكومة اقليم كردستان بأن تجتمع وتفكر جيدا في ايجاد حل واقعي للخروج من هذه الازمة ولكي لا تتعمق الأزمات أكثر ولا تخلق المشاكل في طريق الحرب ضد داعش.. وقال "أطلب من الجميع، ان لا يخلطوا مسالة بقائي أو عدم بقائي في منصب الرئاسة بآلية انتخابات الرئيس وصلاحياته، لان الية الانتخاب وسلطات صلاحيات الرئيس موضوعان مختلفان". وأعرب عن قلقه الشديد لاستمرار الأزمة، فكردستان يعيش أزمات كبيرة وعميقة كما أن هناك مشكلات مع بغداد إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاقليم الذي يوجد به عدد كبير من النازحين.. وأضاف: أهم من ذلك الحرب المفروضة علينا ضد ارهابيي داعش. وتابع رئيس إقليم كردستان العراق، المنتهية ولايته أنه كان باستطاعة الأحزاب الكردية وبرلمان الإقليم التفاوض بشكل أفضل حول هذه المسالة والخروج بحل يرضي الجميع، حيث كانت الحلول وفرص انهاء الأزمة كثيرة قبل 23 يونيو الماضي. وأضاف أن كردستان بحاجة إلى العمل الجماعي ولمحاولات من قبل جميع الأحزاب والأطراف السياسية للتعامل مع الظرف الحساس الذي نمر به بحكمة وبروح "البيشمركة"، وقال: إن العالم يعرف اليوم قوات البيشمركة كرمز للدفاع عن القيم والحرية، كما يعرف داعش كرمز لانعدام الإنسانية والجريمة المنظمة، ويجب على جميع الأحزاب الاستفادة من هذه الفرصة لمصلحة شعب كردستان. وطالب شباب الإقليم بألا يفقدوا الأمل والثقة في وطنهم ولايفكروا في الهجرة وترك هذه الأرض، وقال إن "الأزمات التي نمر بها ازمات عميقة ولكن الحل ليس مستحيلًا ويجب علينا ان نفكر في محاربة أسباب المشاكل واقتلاعها من الجذور وهذه المسألة هي من أولوية واجبات الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية، أتفهم جيدًا مطالب وأوضاع شباب كردستان ولهم الحق في كل ما يطلبون ويتمنون، لكن وفي كل الأحوال أرض الوطن هي الأحلى، وأحضان الوطن هي الادفأ". ومن جانبه، قال رئيس برلمان كردستان يوسف محمد- في بيان بمناسبة عيد الأضحى- إن "البرلمان أتاح فرصة أخرى للأطراف السياسية أن يجتمعوا للوصول الى حل وبمدة زمنية محددة لحل لمشكلة رئاسة الأقليم، وعلينا الآن جميعا أن نحاول تقوية الإقليم من الداخل بتطبيق الديمقراطية، والوقوف صفًا واحدًا أمام تنظيم داعش، وتطبيق الإصلاحات في مختلف المجالات، وتجاوز الصراعات السياسية". يذكر أن مدة ولاية رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني انتهت في 19 أغسطس 2015، ولاتسمح القوانين الراهنة بإعادة انتخاب البارزاني لولاية جديدة.. وأن أحزاب الديمقراطي الكردستاني والتغيير والاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية، اتفقت على عقد اجتماع في السادس من شهر أكتوبر المقبل في مدينة السليمانية لمناقشة مقترحات مقدمة من الأحزاب للحزب الديمقراطي حول صلاحيات رئاسة الإقليم.