قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته للبنانوالأردن اليوم الإثنين إن من المهم تقديم الدعم للاجئين الفارين من الحرب الأهلية السورية داخل المنطقة لإثنائهم عن المخاطرة بحياتهم في محاولة الوصول لأوروبا. وتحت ضغط من أوروبا لاستقبال المزيد من اللاجئين للمساعدة في أزمة المهاجرين التي تجتاح أوروبا حاليا تعهد كاميرون بأن تقبل بريطانيا عددا يصل إلى 20 ألفا من معسكرات اللاجئين في لبنان وغيرها من دول المنطقة. ووعدت بريطانيا بتقديم مساعدات بقيمة مئة مليون جنيه إسترليني (154.4 مليون دولار) للاجئين السوريين في دول عديدة بينها 29 مليونا ستخصص للبنان. وزار كاميرون لاجئين في معسكرات من الخيم في سهل البقاع اللبناني حيث يعيش كثيرون بلا كهرباء أو مياه نظيفة وامتدح جهود لبنان حين التقى برئيس وزرائها تمام سلام في بيروت. وقال كاميرون "كنت في سهل البقاع ورأيت بنفسي كرم الضيافة والتقيت ببعض اللاجئين السوريين الذين سيعاد توطينهم في المملكة المتحدة". وبعدها سافر كاميرون بطائرة هليكوبتر إلى مخيم الزعتري في الأردن وهو أحد أكبر المخيمات المستضيفة للاجئين السوريين على الحدود مع سوريا قبل لقائه بالملك عبد الله الثاني عاهل الأردن في عمان. وهناك تحدث عن الحاجة لدعم اللاجئين في المنطقة لإثنائهم عن القيام بالرحلات الخطيرة إلى أوروبا. وقال: "من المهم أن يبقى هؤلاء الناس قريبين من أوطانهم، أن يتوفر لهم الملبس والمأكل والمسكن لكيلا يقوموا بالرحلة الخطرة بعبور البحار التي أدت لوفيات مؤسفة". ومنذ 2011 شرد الصراع في سوريا أكثر من أربعة ملايين شخص إلى معسكرات لجوء في دول مجاورة كتركيا والأردنولبنان بينما اتجه كثيرون إلى أوروبا. ودعا لبنان دولا أخرى لتقاسم أعباء اللاجئين. وتقدر مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو 1.1 مليون أو ربع عدد السكان وتقول إن 620 ألف لاجئ على الأقل مسجلين لدى الأممالمتحدة في الأردن. ويقول كل من لبنانوالأردن إن المساعدات الدولية لا تغطي إلا جزءا من مليارات الدولارات التي يتكلفها البلدان لاستضافة اللاجئين وهو أمر يضغط على البنية التحتية والخدمات الأساسية. ودفعت الأزمة بعض الزعماء الغربيين للاعلان عن استقبالهم أعدادا أكبر من اللاجئين وتصدرت ذلك ألمانيا التي تتوقع وصول 800 الف لاجيء هذا العام أي 4 أمثال من استضافتهم العام الماضي. وقتلت الحرب السورية 250 ألف شخص وأجبرت نصف السوريين على الفرار من ديارهم مما سبب أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. هذا بالإضافة إلى نزوح نحو 7.6 مليون شخص في الداخل. وقال رئيس الوزراء اللبناني سلام إن لبنان يجاهد لاستيعاب تدفق اللاجئين من جارته سوريا خاصة وأ ن بعض المساعدات الدولية توقفت. وأضاف أن أزمة اللاجئين التي وصلت إلى أوروبا هي اليوم ظاهرة لن تتوقف إلا بإيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا. وقال كاميرون إنه بحث مع سلام أيضا "خطر التطرف الإسلامي" وقال إن بريطانيا ستستمر في دعمها لأجهزة الأمن اللبنانية. وتابع كاميرون "بالقطع الخطر هنا أكثر حدة لأن الأراضي التي تسيطر عليها داعش لا تبعد سوى 60 ميلا من حدودكم" مشيرا إلى الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا متشددو داعش. وقال الملك عبد الله عاهل الأردن الذي يشارك في تحالف تقوده الولاياتالمتحدة ضد متشددي داعش إن المعركة العالمية ضد الإرهاب تمثل تحديا كبيرا لبلاده وللمنطقة.