تستأنف "ليالي الشعر العربي"، التي تقام بالجزائر، نشاطها قريبا، تحت إشراف الكاتب والأكاديمي الدكتور عبد السلام يخلف، بأمسية شعرية خليجية، حيث تقام تلك الليالي التي ترفع شعار "الشعر والتراب" في الخميس الأخير من كل شهر. وكانت تلك الفعاليات، التي تأتي في سياق "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015"، قد انطلقت بإشراف الشاعر بوزيد حرزالله في 24 من أبريل الماضي بليلة فلسطين، تلتها ليلة تونس، ثم ليلة لشعراء قسنطينة، فليلة المغرب، وأخيرًا "ليلة مصر" التي أحياها الشعراء أحمد الشهاوي وجمال القصاص وعلي عطا وغادة نبيل ورضوى فرغلي، في المسرح الجهوي لمدينة قسنطينة العريقة يوم الخميس الماضي، في حضور عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري وسفيري تونس والأردن في الجزائر وجمهور كبير من محبي الشعر من مختلف أنحاء الجزائر. وقد شارك في ليلة مصر شاعران من الجزائر هما لخضر فلوس وسليمان جوادي، وأدارها الدكتور عبدالسلام يخلف، وبدأت بكلمة للوزير ميهوبي رحب فيها بالشعراء المصريين وأشاد بالعلاقات بين البلدين، كما أشاد بالجهود التي بذلها حرزالله لإنجاح ليالي الشعر العربي، التي قال عنها إنها "تكرست كبدر من علياء المدينة وأعطت لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية زخما حقيقيا على الصعيد الوطني و العربي"، معلنا عن بقاء ثلاث ليال من عمر التظاهرة، وموضحا أنها ستخصص لكل من الخليج والشام، بالإضافة إلى ليلة خاصة تخليدا للشاعر أبي الطيب المتنبي والتي ستجمع شعراء من مختلف الدول العربية في مدينة سيرتا التي تزخر بأسماء أدبية كثيرة. كما تحدث ميهوبي عن علاقات وصلات الجزائر ومصر ومساندة شعراء بلد النيل للثورة الجزائرية، وأثنى على المبدعين المصريين الذين غنوا لثورتنا المجيدة أمثال صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي، ورحب بالشعراء الخمس الذين حضروا إلى قسنطينة للاحتفاء بالشعر. ثم تحدث الشاعر جمال القصاص نيابة عن زملائه، فشكر الوزير ميهوبي والقائمين على "ليالي الشعر العربي"، على كرم الضيافة، ونوه بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الجزائر ومصر، واصفا الشعبين بالبطلين، بعدما صنعا في لحظات استثنائية مصيرهما المشترك. وكتب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في الكتاب الإعلامي الخاص بالليلة المصرية أن العلاقة السياسية والثقافية بين الجزائر ومصر تعود إلى ما قبل الميلاد، ومن أبرز محطاتها الأولى زواج الملك الجزائري العالم يوبا الثاني من كليوباترا سليني ابنة الملكة المصرية الشهيرة كليوباترا، والتي اشترطت عليه أن يكون مهرها نهرا شبيها بالنيل، فكان نهر ماء الزعفران المعروف اليوم بمازافران، وحين خطفها منه الموت شيد لها هرما لايزال قائما حتى اليوم، في نطاق ولاية تيبازة التي تبعد بنحو 70 كيلو مترا عن الجزائر العاصمة. من جهته، أشار المشرف العام على فعالية ليالي الشعر بوزيد حرز الله إلى أن العلاقة بين الشعريتين الجزائرية والمصرية، تكرست أكثر على يد الشعراء الجزائريين الذين درسوا في مصر، والأساتذة المصريين الذين درسوا في الجزائر خلال القرن العشرين. يذكر أن خمسين شاعرا عربيا وجزائريا شاركوا منذ أبريل الماضي في أمسيات ليالي الشعر في قسنطينة، تاركين انطباعات جميلة، في تظاهرة تسعى إلى الاحتفاء بالثقافة العربية. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :