قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس إن إصلاح الحكومة الفيدرالية هي قضية مهمة خلت منها أجندة المقترحات السياسية التي قضت المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون، سحابة الصيف في إعدادها. ورصد مكمانوس - في مقال نشرته (لوس أنجلوس تايمز) على موقعها الإلكتروني - حالة من الغضب السائد بين الناخبين حاليا، وعزا ذلك إلى اعتقاد الكثيرين منهم أن النظام السياسي مُعطل وأن الحكومة لا تعمل. وأشار إلى نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث العام الماضي، أظهرت أن نسبة لا تزيد على 24 % فقط من الأمريكيين هي من تضع ثقتها في كفاءة الحكومة الفيدرالية. وتوافق كلينتون على الأقل مبدئيا أن "نظامنا السياسي يعاني شللا بسبب الجمود والاختلال الوظيفي على نحو ترك معظم الأمريكيين فاقدين للثقة في أن يتم إنجاز أي شيء حقيقي"، كما قالت كلينتون إبان إعلانها الترشح للرئاسة في يونيو الماضي.. وقالت أيضا إنها تريد تخفيف القيود البيروقراطية وتيسير إجراءاتها وجعْل النظام الحكومي أكثر فاعلية. لكن هذه كانت المرة الأخيرة التي تحدثت فيها كلينتون عن الإصلاح الحكومي. فيما تحدثت كلينتون في أجندتها السياسية عن دور ناشط للحكومة الفيدرالية يتمثل في: إيجاد وظائف عبر الإنفاق على البنى التحتية، وتنظيم سلوكيات الشركات عبر حوافز ضريبية، وإصلاح نظام القروض الجامعية، وتمويل التعليم السابق للمدرسة. ورأى مكمانوس أن هذه الأفكار قد تجدي نفعا في حملة انتخابات أولية للديمقراطيين. لكن عندما يتعلق الأمر بانتخابات عامة، فإن المرشح الديمقراطي لكي ينجح يتعين عليه إقناع الناخب العادي اللامنتي لأي حزب بأن الحكومة الفيدرالية قادرة على إنفاق أموال ضرائبه بحكمة، أو أن في استطاعتها عمل ذلك تحت قيادة رئيس عازم على ذلك. ورصد مكمانوس أصواتا ناقدة تحث كلينتون وغيرها من الديمقراطيين على البدء بالإصلاح الحكومي أولا قبل الحديث عن أي برامج جديدة .. غير أن كلينتون إلى الآن لم تستجب لتلك الأصوات؛ فهي تتحدث عن مقترحات كبرى حكومية أولاً مُرجئة مهمة إصلاح الحكومة إلى حين. ولفت مكمانوس إلى أن ثمة سببا موضوعيا يدعو إلى الشروع في مهمة إصلاح الحكومة، وهو أن هذا لم يحدث على نطاق واسع منذ حملة الرئيس الأسبق بيل كلينتون المعروفة باسم "إعادة اختراع الحكومة" قبل 22 عاما. على أن خليفته جورج بوش الابن ومن بعده باراك أوباما لم يُحجما عن عمل إصلاحات حكومية إلا إنها أبدا لم تكن على رأس أولوياتهما. ونوّه الكاتب عن أن بعض العثرات التي واجهتها إدارة الرئيس باراك أوباما كانت نتيجة الاصطدام بعقبات تتمثل في بيرواقراطية وجمود النظام الحكومي الفيدرالي. وأكد مكمانوس وجهة النظر التي تقول إن كلينتون لو أعلنت عن نسخة جديدة من محاولة زوجها الطموحة "إعادة اختراع الحكومة" تتمثل في إصلاح واسع النطاق في النظام الحكومي، وجعْل الحكومة الفيدرالية إبتكارية ومرنة، فستستطيع بذلك أن تسحب البساط من تحت أقدام المرشحين الجمهوريين فيما يتعلق بقضية مهمة. واختتم مكمانوس بالقول إن كلينتون لديها كافة المثبطات عن خوض السباق لمنصب الرئاسة في 2016، سواءً من الجدل الدائر حول التبرعات الخارجية لمؤسسة كلينتون، أو تبعات قرارها غير الصائب بتخزين رسائل بريدها الحكومي كوزير للخارجية على حاسوبها الخاص، إلا أنها يمكن أن تنتفع بالنواحي الإيجابية من تاريخ زوجها كرئيس سابق للولايات المتحدة.