باستثمارات وخبرات بيطرية مصرية خالصة، يبدأ إنتاج أول لقاحات من العترات المصرية للأمراض المتوطنة فيروس إنفلونزا الطيور الشرس الذى أصاب الثروة الداجنة، والحمى القلاعية التى تصيب الثروة الحيوانية وذلك نهاية العام الحالى فى أول مصنع من نوعه فى مصر والشرق الأوسط لإنتاج اللقاحات البيطرية و تتجاوز استثماراته 55 مليون جنيه وتم تدريب خبراته المصرية من الأطباء البيطريين فى فرنسا وأمريكا و أسبانيا. وقال الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى أن الوزارة بكامل إمكانياتها تشجع المشروعات الوطنية التى يقوم بها القطاع الخاص فى مجال إنشاء مصانع اللقاحات البيطرية التى يتم استيرادها سنويا بمليارات الجنيهات من الخارج لحماية مزارع الثروة الحيوانية والداجنة من مختلف الأمراض الحيوانية والداجنة الوافدة والمتوطنة، وخاصة أن هناك نحو 25 لقاحا للدواجن و 15 لقاحا للثروة الحيوانية، وإنتاجها فى مصر يمثل إنجازا كبيرا وتحولا كبيرا وجذريا فى مواجهة هذه الأمراض الشرسة والسيطرة عليها والتخلص منها نهائيا. وأكد الدكتور مجدى السيد أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب البيطرى بجامعه القاهرة ورئيس مشروع ميفاك لإنتاج اللقاحات أن لجنة من هيئة USDA التى تمثل خبراء وزارة الزراعة الأمريكية ستزور مصر خلال شهر سبتمبر المقبل لمراجعه الإنتاج بالكامل و أساسيات التشغيل لاعتماده وفقا للمواصفات الأمريكية والأوروبية سواء من حيث تكنولوجيات الإنتاج أو العناصر البشرية، مشيرا إلى أن مصر تستورد 95 % من اللقاحات البيطرية من الخارج ، ولهذا فإن الفرص واعدة للاستثمار فى هذا القطاع الذى يكفل حماية الإنسان فى المقام الأول من الأمراض المشتركة. وقال إن اللقاحات المصنعة لأول مرة فى مصر ستكون من عترات مرضية محلية أى لقاحات ذاتية لنفس المزرعة التى ظهر بها المرض لسرعة التغلب على هذه الأمراض و السيطرة عليها و بالتالى حماية المربين من التعرض لخسائر فادحة، كما أن هناك فائدة سعرية فرغم كفاءة اللقاحات و مماثلتها للقاحات العالمية من حيث الكفاءة والجودة والتقنيات، إلا أنها منتجة بتكلفة أقل لكونها محلية الإنتاج وهو ما يخفف من الأعباء الملقاة على كاهل المربين للثروة الحيوانية والداجنة فى مصر. وقال إن خطة التوسع المستقبلية تتضمن تصنيع اللقاحات البيطرية لدول حوض النيل و خاصة أثيوبيا وأوغندا والسودان لحماية ثرواتها الحيوانية والداجنة من مختلف الأمراض الشرسة التى تهاجمها وهو ما يمثل خط الدفاع الأول لحماية مصر من هذه الأمراض الحيوانية الوبائية.