ذكر كتاب جديد للكاتب الصحفي حلمي النمنم رئيس مجلس ادارة دار الهلال الصحفية أن الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين تلقى تمويلاً منتظماً للجماعة من السعودية وإقام علاقات معها حتي قبل تعترف مصر رسميا بقيام المملكة العربية السعوديةوهو ما يفند إدعاءات البنا بعدم تلقي أية أموال من خارج تبرعات الأعضاء. وأشار النمنم الى وجود علاقة مباشرة ربطت بين الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بالمملكة العربية السعودية . وأورد في كتابه الصادر مؤخراً عن مكتبة مدبولي بعنوان "حسن البنا الذي لا يعرفه أحد" شهادة للكاتب والمفكر المصري محمد حسين هيكل (1888 – 1956) مؤلف رواية " زينب " ورئيس تحرير جريدة السياسة الأسبوعية " والذي تصادف سفره إلي المملكة العربية السعودية مع حسن البنا علي نفس الباخرة وكان شاهداً علي حفاوة الإستقبال الذي حظي به البنا هناك حتي أنه ترك ليلقي المواعظ بين الجموع في مكهالمكرمة وهو الأمر الذي لم يكن السعوديون يسمحون به لأحد خشية ان تعارض أفكاره أفكارهم، وكشف النمنم كذلك عن شهادة السفير الأمريكي بجدة "هيرمسان آيلتس" الذي قال انه التقي بالبنا في السعودية مرات عديدة وهي شهادة تؤكد أن البنا كان زائراً منتظماً للسعودية التي كانت مصدر المال له). ويعتقد النمنم أن التمويل السعودي للجماعة يبرر لماذا كانت صورة الملك عبد العزيز تغطي غلاف مجلة الإخوان ، كما يبرر إقتراب شعار الإخوان من شعار المملكة العربية السعودي "يقصد السيفين وبينهما المصحف". ويذكر رئيس مجلس ادارة الهلال في كتابه الجديد أن شعار الإخوان كان في البداية عبارة عن مصحف ثم أضيف له السيفين فيما بعد. ويخرج من هذه الحوادث وغيرها علي طول الكتاب مؤكدا أن مشروع حسن البنا هو إمتداد لمشروع محمد ابن عبد الوهاب مؤسس الوهابية في المملكة العربية السعودية وليس إمتداداً ولو باهتاً لمشروع الأفعاني أو الإمام محمد عبده. وحسب النمنم فأن محمد بن عبد الوهاب نشأ في وسط المجتمع النجدي الذي انتشر فيه تقديس الشجار وبعض المقابر إضافة إلي انتشار ظاهرة الغلمان علي نحو مستفز ومهين بينما نشأ البنا في بيئة زراعية مغايرة لكنه لم يراع الإختلاف بين المجتمع النجدي الذي نشأت فيه هذه الأفكار والمجتمع المصري الذي كان يختلف تماماً فالبنا لم يتمكن من فهم المجتمع القاهري ولم يكن لديه الإستعداد لذلك كما لم تكن لديه الثقافة الدينية المتعمقة. وفي معرض تفنيده للقول بأن البنا إمتداد لمحمد عبده يقول النمنم أننا لا نجد في ميراث الإمام محمد عبده تعبير "ملاحدة المسلمين" أو اتهام للمجتمع في عقيدته فإن حسن البنا لم يتورع عن القول بأن الأمة فقدت رشدها ولم يري في التحولات الإجتماعية بعد ثورة 19 سوي موجات من الإنحلال والإلحاد والإباحية، وبينما عرفنا محمد عبده والأفغاني مقاومين للإستبداد بكل أشكاله وألوانه فإن البنا لم يتورع عن مناصرة الملك فؤاد وابنه فاروق من بعده وكل الحكومات الإستبدادية ولم يمنع الأمر من الإنقلاب علي رئيس الحكومة بمجرد مغادرته للحكم. ويؤكد النمنم أن اللائحة الأولي لجمعية الإخوان لم ترد فيها نهائياً كلمة جماعة كما نصت المادة الثانية فيها بوضوح علي إبتعاد الإخوان عن السياسة إذ تقول "هذه الجمعية لا تتعرض للشئون السياسية أياً كانت ولا للخلافات الدينية ولا صلة لها بفريق معين من للإسلام والمسلمين في كل مكان وزمان" ويذكر أن تلك المادة التي نصت المادة 43 علي عدم جواز تغييرها حتي بقرار من الجمعية العمومية قد أطيح بها في أول تعديل. ويري النمنم في كتابه أن إدعاءات البنا بأن التنظيم السري المسلح للإخوان وسلاحه كانا ضد الإنجليز والصهيونية لم يكن صحيحاً فالتنظيم السري كان جزءاً أصيلاً من مشروعه وتفكيره ويشهد علي ذلك الإغتيالات التي طالت قاضي ك أحمد الخازندار واغتيال أحمد ماهر والنقراشي باشا الذين فشل الإنجليز في قتلهم لإشتراكهم في ثورة 19 التي كانا من أبطالها. ويسوق النمنم دليلا على ذلك يؤكد أن البنا لم يكن ضد تلك الإغتيالات وأن عبد الرحمن السندي رئيس التنظيم السري لم يقم بها من وراءه بدليل عدم محاسبة البنا له فهو لم يعزله ولم يوجه له الإتهام . وحلمي النمنم كاتب صحفي ومؤرخ معروفه بدفاعه عن الدولة المدنية قدم عدة أعمال مثيرة للجدل من أبرزها : التاريخ المجهول : المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين ، سيد قطب وثورة يوليو ،رسائل الشيخ علي يوسف وصفيةالسادات ، أيام سليم الأول. وشغل قبل توليه رئاسة دار الهلال منصب نائب رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للكتاب.