انطلقت في الدوحة منافسات التناظر في البطولة الدولية لمناظرات الجامعات باللغة العربية التي تعتبر الأولى من نوعها، وينظمها مركز مناظرات قطر بمشاركة 40 فريقًا من 12 دولة عربية ينتمون إلى حوالي 17 جامعة. وتأتي هذه البطولة في إطار خطة عمل مركز مناظرات قطر – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- لنشر ثقافة المناظرات في المجتمعات العربية لما لها من دور فاعل في تمكين الشباب من التفكير السليم وامتلاك مهارات التعبير عن آرائهم وقبول الرأي الآخر. وتستمر منافسات البطولة بين فرق الجامعات العربية، بالإضافة إلى فريق ماليزيا الذي فاجأ الجميع بمهارة استخدام اللغة العربية حتى يوم الخميس المقبل، حيث يقام حفل ختامي في المدينة التعليمية تتوج فيه الفرق الفائزة. وتضم قائمة الجامعات المشاركة في البطولة العربية من قطر (جامعة قطر وكلية أحمد بن محمد العسكرية) ومن مملكة البحرين (الجامعة الأهلية وجامعة دلمون للعلوم والتكنولوجيا)، ومن الكويت (جامعة الكويت)، ومن المملكة العربية السعودية (كلية دار الحكمة)، ومن الإمارات العربية المتحدة (جامعة زايد وجامعة الإمارات العربية المتحدة)، ومن الأردن (الجامعة الاردنية)، ومن لبنان (الجامعة اللبنانية الأمريكية)، ومن ماليزيا (الجامعة الإسلامية العالمية)، ومن جمهورية مصر العربية (جامعة الاسكندرية)، ومن السودان (جامعة الرباط وجامعة الخرطوم)، ومن المملكة المغربية (جامعة شعيب الدكالي الجديدة)، ومن تونس (جامعة تونس وجامعة سوسة وجامعة صفاقس). وشهد حفل افتتاح منافسات المناظرات الذي أقيم أمس بالحي الثقافي (كتارا) بحضور رؤساء الوفود العربية ومسئولي مركز مناظرات قطر مناظرة استعراضية بين فريقي دولة الإمارات العربية المتحدة وفريق ماليزيا أظهرت مهارة الفريقين في استخدام اللغة العربية الفصحى والتعبير عن وجهات نظرهم بفصاحة حازت على رضا الجمهور. وأكدت الدكتورة حياة معرفي، المديرالتنفيذي لمركز مناظرات قطر أهمية تنظيم البطولة الدولية للمناظرات باللغة العربية واقامتها لأول مرة على مستوى العالم في عاصمة الثقافة والحوار الدوحة، واعتبرت أن البطولة إنجاز كبير. وقالت "إن هذا الإنجاز الكبير يمثل رافدا من روافد العطاء لمركز مناظرات قطر حيث ركزنا أنشطتنا في الأعوام الماضية على المساهمة في إطلاق طاقات الشباب وتأهيلهم للتحاور والتناظر بعقلانيه وحرية واستعداد لتقبل الآخر وتفهمه لكي يتمكنوا من خدمة مجتمعهم وإدارة شئونهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بحكمة ودراية". وذكرت أن ثقافة المناظرات والبطولات التي ينظمها مركز مناظرات قطر توظف طاقات الشباب في المسار السليم وترسخ لديهم القيم والسلوك الحسن الذي يجعلنا نعتز، ونفتخر بهم في مجتمعاتنا وتجعل آمال الأمة معقودة عليهم في صناعة المستقبل وبنائه. وأوضحت أن انعقاد هذه البطولة الدولية باللغة العربية التي تتزامن مع التغيير الذي يشهده الوطن العربي تمثل مواكبة حقيقية للنقلة النوعية لشعوبنا العربية عبر وضع اللغة العربية على خارطة المناظرات الدولية الى جانب اللغات الاخرى. ونوهت الدكتورة معرفي بفصاحة الفريق الماليزي، مؤكدة أن اللغة العربية ليست دم وعرق إنما هي لسان ولغة القرآن . وكانت البطولة بدأت فعالياتها بتاريخ 23 الجاري بورش تدريبية حيث أقيمت أكاديمية تدريب لجميع الفرق والمحكمين تعرف خلالها المشاركون على أصول التناظر ومعايير التحكيم واستمرت لمدة ثلاثة أايام. وأعرب الدكتور عبداللطيف سلامي، مدير البرامج الاكاديمية بمركز مناظرات قطر، عن سعادته بتفاعل الفرق المشاركة مع ورش التدريب، مما يؤهل لانطلاق المنافسات في المناظرات بمستوى عالمي. واعتبر أن تنظيم هذه البطولة تشكل دعوة من أجل تعزيز الحوار الحضاري واحترام التنوع الثقافي "فالأمم مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الحوار البناء لتعزيز التعايش وإثراء ثقافة الحوار بعيدا عن كل توتر أو استعلاء". وتقام منافسات المناظرات بين الفرق المشاركة بكلية شمال الاطلنطي بالدوحة حسب جدول البطولة- ثلاث جولات يوم الثلاثاء تتبعها يوم الاربعاء إقامة جولتين على أن تقام يوم الخميس جولة نصف النهائي ثم النهائي في حفل ختامي. وتهدف بطولة مناظرات الجامعات العربية الى تعميق وتوثيق الروابط والصلات بين الدول العربية في الشئون التعليمية والثقافية وخلق فرص لزيادة أواصر الصداقة وتعميق روابط الأخوة والعمل على تقارب شباب الدول العربية وترسيخ ثقافة الحوار الهادئ البناء الذي ينتج المعرفة ويفسح المجال للاختلاف والتنوع المثري. كما تهدف البطولة إلى تفعيل دور المرأة العربية من خلال المشاركة في المناظرات وتنشيط المناظرة النسائية العربية.