اتخذت السلطات الفرنسية إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة بمدينة كان الفرنسية، وذلك لتأمين مهرجان "كان" السينمائي في نسخته ال68 التي تنطلق غدا وتستمر حتى 24 مايو الجاري. وكانت مدينة "كان" الفرنسية قد شهدت الثلاثاء الماضي عملية سرقة كبرى تمت باحترافية عالية لأحد محال المجوهرات الشهيرة، حيث قامت عصابة بالاستيلاء على مجوهرات بقيمة 17.5 مليون يورو. وقد صرح مدير أمن منطقة "الألب ماريتيم" أدولف كولرات بأنه لم يتم رصد خطر إرهابي على وجه الخصوص إلا أن مهرجان كان العالمي قد يشكل هدفا محتملا، مشيرا إلى أنه من باب الحيطة والحذر تم تشديد الإجراءات الأمنية مقارنة بالعام الماضي، دون إعطاء تفاصيل حول عدد رجال الأمن الذين تم نشرهم في المدينة. ومن جانبه، أكد رئيس بلدية كان ديفيد ليسنار، أن المدينة مزودة ب468 كاميرات مراقبة، و هو العدد الأكبر في كل مدن فرنسا، مضيفا أنه تم تكثيف المراقبة الاستخباراتية، فضلا عن نشر رجال أمن بالزي المدني. كما يتم مراقبة أي دعوات للتجمع على مواقع التواصل الاجتماعي لتفادي أي محاولات للتعدي أو التحرش بنجوم السينما العالميين. كما تتضمن الإجراءات الأمنية تكثيف المراقبة على السواحل وحظر استخدام الطائرات بدون طيار، و ذلك بالإضافة إلى التدابير الخاصة بخطة "فيجيبيرات" الأمنية التي تم إطلاقها في منطقة "الألب ماريتيم" عقب قيام رجل متطرف في فبراير الماضي بالاعتداء بالسلاح الأبيض على ثلاثة عسكريين مكلفين بحراسة مركزي يهودي في مدينة نيس بجنوب فرنسا. و تنطلق غدا فاعليات المهرجان حيث يتنافس فيها 19 فيلماً عالمياً لنيل السعفة الذهبية وجوائز المهرجان الآخرى، كافضل تمثيل رجالي ونسائي وأفضل إخراج وأفضل فيلم متكامل، وجوائز أخرى للسيناريو والمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية تمنحها اللجنة التحكيمية برئاسة الشقيقين الأميركيين جويل وإيثان كوين. و يحضر الافتتاح كبار نجوم السينما وصناعها في العالم يتقدمهم ودي ألن و كايت بلانشيت وماثيو ماكونهي وصوفي مارسو، والتي اختيرت ضمن لجنة التحكيم، وكاترين دينوف وجاك اديار. وتشارك فرنسا بأربعة أفلام ومنها فيلم "ديبان"، للمخرج جاك أوديار، الذي يتطرق لاختلاف وصدام الثقافات، وفيلم "مارجريت وجوليان"، للمخرجة فاليري دونزلي, مع أفلام أوروبية وأمريكية.