أثارت أسماء المرشحين لانتخابات مجلس إدارة اتحاد الكتّاب التي تجري يوم الجمعة المقبل بمسرح السلام دهشة الكثيرين خاصة أن هناك ما يقرب من 96 مرشحا غالبيتهم من الأسماء غير المعروفة في الأوسط الادبية والثقافية الأمر الذي يطرح مجددا تساؤلات حول أهمية تنقية جداول العضوية داخل الاتحاد الذي لا يزال يعاني بعد 35 عامًا من تأسيسه من مشكلات "الميلاد المشوه" وهي مشكلات تهدد طموحات بعض الكتاب الشباب في انطلاق الاتحاد بعد ثورة 25 يناير. هذا ومن المقرر اختيار 30 عضوًا في عضوية مجلس الإدارة وهو اختيار صعب بحسب الكثير من الأدباء الذين أكدوا " رفض الرهان على المجهول " كما يشير الكاتب الشاب محمد صلاح العزب الذي أكد كذلك " مسؤلية أدباء مصر " في إهمال الاتحاد وتركه فريسة في يد غير الموهوبين، ويرى صاحب " سيدي براني " أن الثورة خلقت واقعا جديدا. فقبل الثورة كان الأدباء يرفضون الاشتراك في الاتحاد لأنه لا يلعب دوره المنوط به، فضلا عن إدارته بيد مجموعة من المرتزقة ليس لهم أي دور في الإدارة تعاملوا مع الاتحاد علي أنه كعكة كل منهم يبحث عن ما يأخذه منها في سفرية أو مؤتمر ، لكن كان لزامًا علي الكتاب الحقيقيين أن يفيقوا ويشاركوا ، فإعادة إنتاج الماضي بعد الثورة يثبت أن المثقفين نائمون وأن الثورة لم تؤثر فيهم ، إذ كان لابد لمردود للتغيير الحادث أن يطرح أسماء جديدة فاعله نعرفها. ويعود العزب ويلتمس للكتاب العذر قائلا " يمكن أن يكون السبب في عدم ترشحهم أن موعد الانتخابات جاء سريعا ، لكن أظن أن هناك وعيًا مختلفًا الآن يتطلب منا أن نهتم بتوصيل الكتاب والادب والاهتمام بالثقافة العامة والمشاركة الفاعلة في المؤسسات والتجمعات الثقافية، ولا نستسلم للأسماء المكررة الفاشلة والتي لم تخدم الاتحاد وكتابه في شيء". من جهتها قالت الكاتبة عزة سلطان : التغيير الذى يحدث فى مصر الأن جعل بداخل الجميع رغبة فى التواجد وإعادة طرح أسمائهم مرة أخرى للوجود الإبداعي الإعلامي ، وأتصور أن البعض من هؤلاء ممن يرشحون أنفسهم قد لا يكون لديهم برامج حقيقية للعمل لكنهم يرغبون فى ايجاد مساحة خاصة لانفسهم كمبدعين يسعون للتغيير ، إذ إن فكرة التغيير نفسها حركت الكثيرين ودفعتهم للمشاركة، وهذا في حد ذاته سلوك ايجابي جدا والسؤال هنا هل هذه الاسماء المطروحة ستحقق تغييرا فعليا ام ان من سينجح سيسير كما سار السلف محققا من مكانه مكاسب شخصية، هذا السؤال لا تجيب عنه سوى التجربة خاصة أن أسماء كثيرة من المرشحين غير معروفة للكتاب أنفسهم وبالتالى لا نستطيع التكهن بمن يمكنه العمل فعلا ومن لا يمكنه لكن لابد من التجربة حتى نكتشف الغث من الثمين ". وعن تكرار بعض أسماء المجلس القديم في الإنخابات الحاليه تقول عزة " كان لابد علي أعضاء المجلس القديم أن يعلنوا عن جديتهم فى الاستقالة بدلا من اعادة ترشيح أنفسهم مرة أخرى حتي يكون هناك تغيير حقيقي ، لكن من الواضح ان حركة الاستقالة كانت مبادرة خوفا من محاولة الكتاب الانقلاب على المجلس وسحب الثقة " . ويري الكاتب باسم شرف أن المشكلة الرئيسة هي الاتحاد نفسه معللا ذلك " أن لم نسمع شيء عن مهام وانجازات الاتحاد من قبل ، فكلما مرض كاتب او تعثر نجد بيانا يشجبون ذلك لكن لم اري منهم حلا لقضية ، وبالتالي تغيب عنه الاسماء المعروفة والهامة ،لذا عندما تحدث انتخابات فمن سيتقدم اذا " . ويؤكد شرف أنه لا يعرف من المرشحين اي اسم ، وأنه ليس عضو في اتحاد الكتاب للاسباب السابقة لكن تمني ان يشارك فيه المثقفين ويحددوا معالم له لكي يعبر عن الكتاب والإبداع الحقيقي . ويتعجب باسم متسائلا كيف لاتحاد كتاب يغيب عنه الكتاب ؟ قد يكون من الأسماء المجهولة المرشحة ادباء جيدين ومن الممكن ان يكون الاعلام غير مهتم بهم ولكن في النهاية النتيجة واحدة ، أشعر أن اتحاد الكتاب طول الوقت يشبه " كشك " موجود في الصحراء ولا يتعامل إلا مع ستة كتاب هم أعضاء مجلس الادارة يتولون تدبير أمورهم ، يسافرون ويفوزن في مسابقات يقومن بتحكيمها بالتناوب .