اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب، بمجلس أمنائها وهيئتها العلمية، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للفوز بجائزة شخصية العام فى الدورة التاسعة للجائزة. يستند هذا الاختيار إلى إنجازات الشيخ محمد بن راشد الكبيرة، حيث يعدّ الشيخ محمد بن راشد شخصية فاعلة وواسعة التأثير، ليس على مستوى الإمارات وحدها، بل على المستويين الإقليمى والدولي، ويعود ذلك إلى الرؤية الفريدة التى يمتلكها وما حققه من إنجازات كبرى على شتى الصعد. وكرّس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جل جهوده للارتقاء بالمجتمع والنهوض به فى إطار رؤية تقوم على ركيزتين أساسيتين تتمثلان في: الحفاظ على هوية المجتمع وصلته بالجوانب المشرقة والخلاّقة فى الموروث، والانفتاح على العصر وعلومه ومعطياته المعرفية والثقافية. وهو ما سبق للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنْ وضع أسسه خلال إرسائه دولة الاتحاد، وواصل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة البناء عليه ضمن مسيرة التطوير والتحديث، والسير بدولة الإمارات نحو التميّز والرفعة، كى تظل تحيا عصرها بكرامة ورخاء وتبقى عزيزة ومقتدرة، فى إطار رؤية تعى المتغيرات الدولية المتسارعة فى كل الميادين. لقد عمل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على وضع الخطط الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص. فهو واحد من صنّاع التحولات التى يلمس آثارها ونتائجها مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمون فيها من شتى بقاع المعمورة. ولعلّ مقولته الشهيرة "إنّ الإمارات لا تجسّد حالة دولة فى العالم، وإنما هى أقرب لحالة العالم فى دولة"، هى أصدق تعبير عن منظوره الإنسانى المتفتّح، عبر الإشارة إلى التعدّد والتنوع فى المجتمع الإماراتي، وما يسود هذا المجتمع من توافق اجتماعى وتسامح دينى وانفتاح ثقافى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. وقد نهضت "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم" بدور واضح فى هذا المجال من خلال ما صدر عنها من مبادرات معرفية مثل "مهرجان دبى الدولى للشعر" و"برنامج ترجم واكتب" وبرنامج حاضنات الأعمال" فى الدول العربية وبرنامج "البعثات الجامعية" لابتعاث الطلبة العرب إلى أرقى الجامعات فى العالم، وغيرها العديد من المبادرات الهادفة التى تطورت إلى مشاريع أكثر ابتكاراً وبمسميات جديدة تسهم بتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على الخارطة المعرفية العربية والدولية. وتمثل تجربة الشيخ محمد بن راشد، ورؤيته التى يترجمها من خلال العديد من المبادرات أو الأفكار، نموذجاً خاصاً لرجل البناء والتنمية المتفاعل بصورة إيجابية مع واقعه. ولعل من أبرز ملامح شخصية الشيخ محمد بن راشد القيادية قدرته على مخاطبة الشباب، بروح عصرهم ولغتهم، وتقديم الآفاق المفتوحة لهم، ومحاورتهم، وتقديم نموذج للتنمية يستطيع أولئك الشباب التفاعل معه. كما يرعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجموعة من المشروعات الفاعلة والمستمرة، ذات الصلة بالهوية الحضارية للمجتمع الإماراتي، ومن أبرزها: ميثاق اللغة العربية، حيث يقول: "إنّ اللغة أداة الفكر ووعاء الثقافة، وأنّها المعبّرة عن القيم والأصالة والجذور العربية والإسلامية، ولا بد للأبناء أن يرتبطوا بثقافتهم ومجتمعهم". ويرى أنّ اللغة العربيّة هى "لغة حيّة، غنيّة، نابضة بالحياة، بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفى عام، وتتميّز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل، وإنّ المساهمة فى الحفاظ عليها قيمة إسلامية وفريضة وطنية، وترسيخ للهوية والجذور التاريخية". كما أطلق الشيخ محمد بن راشد مجموعة من المبادرات المعرفية الفاعلة فى هذا الصدد، تبينّ فى مجموعها رؤيته القائمة على إدراك طبيعة العصر وأدواته وما ينطوى عليه من ثورة معرفية لخدمة اللغة العربيّة بوصفها وعاءً معرفياً ومرتكزاً من مرتكزات الهوية الثقافية، حيث يقول: "إن خدمة اللغة العربية شرف لنا وواجب علينا، وحمايتها حماية لفكرنا وهويتنا وثقافتنا".