فى اجتماع امتد أكثر من ست ساعات، ناقش الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة مع قيادات قطاع الإنتاج الثقافى الأنشطة والفعاليات الثقافية والمشكلات والمعوقات التى تواجه القطاع. حضر اللقاء رئيس القطاع د.سيد خاطر، والفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح، ود.وليد سيف رئيس المركز القومى للسينما، والمخرج هشام عطوة رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، ود.عاصم نجاتى رئيس المركز القومى للمسرح، بالإضافة إلى معاونيهم من مديرى الإدارات المتخصصة. وقد استهل د.النبوى حديثه معهم مؤكدا أن مهمة وزارة الثقافة وعلى رأسها قطاع الإنتاج الثقافى، تقديم خبرات جديدة للمجتمع، وتسهيل مهمة المبدع، ويجب أن نثبت أن هذا الشعب العريق ما زالت لديه القدرة على الإبداع، وأن نبعث برسالة للعالم كله أننا شعب مبدع، ومهمتنا أيضًا أن ننقل له تجارب وخبرات الشعوب الأخرى، ولذا يجب ألا تكون لدينا مشكلة أو أزمة أو معوقات فى أداء هذه المهمة. وانطلاقا من هذه الرؤية بدأ قيادات القطاع استعراض خطتهم فى العمل الثقافى، وبرنامجهم الزمنى لإنجاز خطة النشاط، وآليات التنفيذ، والاحتياجات المالية، وبنود صرف ما تبقى لدى كل قطاع من بنود الباب السادس حتى نهاية العام المالى الحالى. وأشار د.سيد خاطر رئيس قطاع رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي فى البداية إلى أن المشكلات دائما تتعلق بالشئون المالية والإدارية، وشئون العاملين، فأكد وزير الثقافة أن أى رئيس قطاع مفوض بصلاحيات الوزير كاملة، وأن المتابعة اليومية والدءوب والمباشرة ومناقشة الأمور مع المسئول المختص بوزارة المالية، ووزارة التخطيط والاستثمار، فبالاتصال الشخصى المباشر ستحل معظم المشاكل والمعوقات بعيدًا عن تبادل المكاتبات التى لا تصل بنا إلى الحلول العاجلة. وأضاف د.النبوى.. هناك قاعدة ذهبية تقول: إن المدير الناجح هو المدير قليل الشكوى، ومن الأفضل حل كل المشكلات بالقدرة على كسب الزملاء، بالتفاهم البناء حتى ترهق نفسك وتخسر زملاءك ومعاونيك ، ومن الأفضل البحث عن حلول توافقيه خير من إشاعة جو من المشاحنات فى محيط العمل . وفى نفس السياق استعرض د.وليد سيف خطة عمل المركز القومى للسينما الذى يشرف على مسابقة صندوق دعم السينما، ومسابقة الأفلام المستقلة ، ووحدة المراقبة الوثائقية، ومشروع الأفلام التراثية، وذاكرة المبدعين ، ومشروع الأرشيف الوطنى للسينما، وتفعيل دور مركز ثروت عكاشة كمركز للإشعاع الثقافى ، وتفعيل مشروع "المائة فيلم" بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، بخاصة أن ميزانية المشرع لا تتجاوز المليون ومائتين ألف جنيه لإنتاج مائة فيلم تسجيلى عن رموز مصر الثقافية والفنية. قد أبدى وزير الثقافة تحمسه لهذا المشرع بشدة مؤكدا على ضرورة أن يمتد هذا المشروع لكل المبدعين فى كافة مجالات المعرفة كالعلوم الاجتماعية والعلماء والأبطال التاريخيين ، والرموز الوطنية على امتداد كل أقاليم مصر، وربط هذا المشروع بالهيئة العامة لقصور الثقافة أمر بالغ الأهمية لأنها الهيئة التى على اتصال مباشر بأكبر قطاع من الجمهور المستهدف وهم المواطنون البسطاء فى كل أرجاء مصر.. وأشار إلى أن الفيلم السينمائى إحدى وسائلنا الفعالة لزيادة الوعى، وتأكيد روح الانتماء، لذلك يجب أن تكون السينما معبرة عن حركة المجتمع وروح الشعب المصرى، ومن المفترض أن يكون الفيلم السينمائى قادرا على تلبية احتياجات المجتمع، ومرآة تعكس صورة المجتمع الحقيقة، لاسيما الصور الإيجابية التى تبعث الأمل فى نفوس أجيال عريضة عانت كثيرا من اليأس والإحباط. وفى إطار تفعيل دور المركز القومى للسينما، أشار وزير الثقافة إلى ضرورة أن نهتم بتسجيل كل المشروعات العملاقة التى تتبنها الدولة المصرية مثل مشروع قناة السويس الجديدة ، والعاصمة الإدارية الجديدة ، وشرق العوينات ، وشرق التفريعة ، والظهير الصحراوى للمحافظات ، ومشروع المليون فدان ، ويجب الاتصال بمركز المعلومات بمجلس الوزراء ، والاتصال بالمحافظين ، للحصول على المعلومات الكاملة الموثقة . وسندعم المركز بأربع وحدات تصوير متطورة لإنجاز هذه المشروعات خاصة ذاكرة الفيلم التسجيل بعد أن تقدموا لى بيانات بالأرقام لدعم هذه المشروعات ، ولا بد أن يخصص جزء مناسب من صندوق دعم السينما لأفلام الأطفال . وعلى صعيد آخر ، أكد وزير الثقافة على أهمية ما طرحه الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح الذى يهدف إلى الوصول بالعروض المسرحية إلى كل المحافظات ، حتى نواجه الأفكار الظلامية ، وأشار الفنان فتوح إلى أنه يأمل فى أن تمتلأ المسارح بالجمهور كل ليلة ، مطالبا بضرورة مضاعفة الميزانيات ، وإعادة النظر فى لائحة أجور كبار الفنانين ، فسقف الأجور فى مسارح الدولة لا يكفى أجر مساعد النجوم الكبار، ولدينا 45 مسرحية نحتاج لإنتاجها لميزنيات كبيرة ، وحاليا نقدم 17عرضًا مسرحيًا، وأضاف د.عبدالواحد لذلك يجب الخروج بهذه العروض وهذه المسرحيات خارج القاهرة من خلال تفعيل بروتوكلات التعاون بيننا وبين وزارة الحكم المحلى ووزارة التعليم العالى لعرضها فى المحافظات ومسارح الجامعات ، ومسارح قصور الثقافة التابهة للهيئة العامة لقصور الثقافة بالأقاليم. وأكد د.النبوى ضرورة تفعيل مشروع الفنان فتوح مضيفا يجب ألا نكتفى بمسرحة المناهج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، بل من الضرورة بمكان أن تقدم أعمال مسرحية تعلى من قيم الانتماء الوطنى لدى أطفال وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ، وطالب قيادات القطاع بضرورة التنسيق مع كافة قطاعات وهيئات الوزارة للبدء فورًا فى تفعيل المشروعات الجماهيرية المتمثلة فى مشروع (صيف أولادنا) ، و(مستقبلنا) ، و(ليالينا) ، و(أهلينا) ، على أن تصب هذه المشروعات خارج القاهرة بالتعاون مع المحافظين والجامعات والثقافة الجماهيرية. وفى السياق نفسه، أضاف المخرج هشام عطوة رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية ، أن لديه سبع فرق فنية بدأ فى تنفيذ خطة شاملة لتطويرها ، وأنه يقدم ثلاثة عروض لكل فرقة فى الأسبوع بمعدل 24 عرضا فنيا كل شهر ، وأكد أنه على استعداد لأن يقدم 250 ليلة عرض كل ثلاثة شهور فى مختلف محافظات الجمهورية ، وأنه يعد لمهرجان دولى ضخم تحت اسم مهرجان الإسكندرية الدولى للفنون الشعبية لتنشيط السياحة الثقافية بالتعاون مع هيئة التنشيط السياحى. وفى هذا الإطار طالب وزير الثقافة من رئيس القطاع د.سيد خاطر أن يتم تحسين مستوى الملابس لفرق الفنون الشعبية سواء فرقة رضا أو القومية أو الآلات الشعبية وأنغام الشباب والسيرك القومى بما يتناسب ومع أزيائنا الشعبية وبما يليق بمكانة مصر خاصة تلك الفرق التى تشارك فى ملتقيات ومهرجانات دولية خارج مصر. واختتم وزير الثقافة د.عبد الواحد النبوى لقاءه مع قيادات قطاع الإنتاج الثقافى، باستعراض إنجازات المركز القومى للمسرح، حيث طرح د.عاصم نجاتى إنجازات المركز منذ أن تولى مسئوليته فى أغسطس 2014، وتقدم بتصور عن تطوير المركز بإضافة ثلاث إدارات جديدة ليصبح المركز يضم خمس إدارات، وأنه يقدم أسابيع ثقافية على مدى أربعة أيام كل شهر، وأنه بدأ فى إعداد أرشيف ورقمنة كل وثائق المركز وتراث المسرح المصرى ، وأنه يواصل إصدارات سلسلة المسرح المصرى ، والمركز ينظم مؤتمر كل ستة أشهر ، وهو يعد فى مايو القادم لمؤتمر دولى تحت عنوان (الرقابة والمسرح) ، بالإضافة إلى إنشاء مركز تنمية المواهب لإحياء تراث الموسيقى العربية الأصيلة ، وعقب وزير الثقافة على هذا الطرح مؤكدا على أهمية الدور الذى يجب أن يضطلع به المركز القومى للمسرح ، والذى يتلخص فى جمع وصيانة تراث مصر المسرحى ، وتتبع النسخ الأصلية للنصوص المسرحية التى قدمتها المسارح المصرية عبر عشرات السنين ، وأن الفنان محمود الحدينى عندما كان رئيسا لهذا المركز بذل جهدا كبيرا فى هذا المشروع ، وكان يتواصل مع دار الوثائق القومية للحصول على تراث المسرح المصرى ، ولابد أن تكون مهمة المركز الأساسية هى التركيز على هذا الجانب الهام الذى إنشأ من أجله المركز ، وذلك أجدى من القيام بأنشطة أخرى متداخلة مع أنشطة قطاعات أخرى على حساب المهمة الأساسية التى أنشأت الدولة من أجلها هذا المركز. وطالب د.عبد الواحد بتوثيق التراث المسرحى ، وإعادة إنتاجه فى نسخ رقمية أو مستنسخات ليكون فى متناول الناس ليستمتعوا بفننا الأصيل والارتقاء بالذائقة الفنية للمواطن المصرى بخاصة الشباب الذين لم يستمعوا أو يروا هذه الكنوز الفنية الراقية. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :