"يسعدني أن يكون هناك يوم ل فلسطين ضمن أسبوع المهرجان، والاحتلال فاشل ويضيع وقته" هكذا كانت تصريحات المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، خلال ندوته التي أقيمت عصر اليوم الثلاثاء تحت عنوان " الطفل العربي وفلسطين في سينما رشيد مشهراوي"، في إطار فعاليات مهرجان القاهرة الدولي لسينما وفنون الطفل في دورته ال 22، على هامش اليوم الفلسطيني الذي خصصته إدارة المهرجان للاحتفاء بالسينما والفنون الفلسطينية. وأضاف مشهراوي خلال ندوته التي أقيمت بمركز الهناجر، وأدارتها الناقدة نعمة الله حسين، أن الأطفال العرب بالنسبة له يعطيهم جميعاً جنسية واحدة لأنهم يشتركون في نفس الطموحات والأحلام والتي تشمل "الأمان، التعليم، الفرح" وغيرها من هذا القبيل، ثم روى تجربته عن زيارته لمخيم اللاجئين السوريين بتركيا في العام الماضي حيث قال: كان هناك ما يقرب من 10 آلاف لاجئ هناك بينهم ما لايقل عن 70% من الأطفال فاقترحت على مدير المخيم بعرض فيلم لهم، ورغم التحضيرات التي أمتدت على مدار يومين وأكثر إلا أن التجربة لاقت مردودها مع الأطفال، وهو ما جعلني أقترح عليهم عرض فيلم لهم كل أسبوع، وبالفعل بعد عودتي لبلدي فلسطين أرسلت لهم 50 فيلم مدبلج. واستكمل رشيد: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله، والاحتلال فاشل فهو يضيع وقته، وإسرائيل حادثة في حياة فلسطين، والسينما والصورة هي التي تحافظ على الذاكرة. وأعرب مشهراوي في حديثه عن استيائه الشديد من مؤسسات المجتمع الدولي، وقال: لدي استياء من المؤسات التي لا تفعل شىء سوى الشعارات وتقول "أن الطفل هو المستقبل" في حين أن لا شىء على أرض الواقع يتحقق. وتطرق المخرج الكبير لقضية عمالة الأطفال التي ناقشها في فيلمه الذي عرض قبل الندوة تحت عنوان "حوراء..بغداد" وقال: عمالة الأطفال موجودة بكل مكان بالعالم، وإذا حكينا مثلاً عن مصر نجد أن الناس يعتبرونها أمراً عادياً، فإذا كان هناك 30% من عمالة الأطفال هنا فهذا يعني أن لدينا 30 مليون يعيشون من ذلك، فالفيلم وضع يديه على المشكلة لكنه لم يضع حلاً لها، فهذا هو دور السينما عرض الأزمة، ونحن نريد إعطاء ضوء أحمر للمعنيين بالأمر. وأشار مشهراوي في حديثه، أن الطفلة "حوراء" التي ظهرت معه في الفيلم كانت أكثر تعبيراً عن وضع عمالة الأطفال خصوصاً أنه اقترب منها واحتضنها بعد اللحظة التي استشهدت فيها والدها. ولم تخلو ندوة المخرج الفلسطيني من بعض الأوجاع التي تطرق للحديث عنها في طفولته التي وصفها بأنه لم يكن يري شيئاً فيها في مخيمه "الشاطئ" بغزة سوى الجنود الإسرائيليين، وقال : أتذكر عندما وضع جنود الاحتلال والدي في "شوال" واقتادوه ولم نعرف عنه شيئاً إلا بعد 18 يوما من الصليب الأحمر، وعلمنا أنه أصيب بمرض السكر. وأضاف مشهراوي: نحن مدينون للسينما لأنها أعطتنا شىء صعب بهذه الحياة، وجعلتني أتحمل عبء الاحتلال، وإذا توقفنا عن العمل بها فهذا يعني سحب البساط من تحت أرجلنا. وإذا قررنا الحديث عن فلسطين في أعمالنا فلابد أن نحاكيها بموضوعية بما لها وما عليها، هذا بالإضافة أن الجمهور أصبح أكثر وعياً وثقافة وتطلعاً بالأخبار عبر شبكات الإنترنت وهو ما يعني احترام عقولهم فيما نخاطبهم به. جدير بالذكر أن فيلم "حوراء..بغداد" مدته 52 دقيقة، وهو عمل وثائقي تحدث عن وضع عمالة الأطفال في فلسطينوبغداد، ورصد المعاناة النفسية التي يعانيها هؤلاء الأطفال واضعاً تساؤلاً هاماً في نهايته وهو أن إعادة إعمار البلاد سهل وممكن ولكن من سيقوم بإعمار هؤلاء الأطفال بعد ما عاشوه فيه من أوضاع قاسية.