قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة: أعمل عادة منذ الصباح، وقد أرُهقت وأنهُكت، لكن بعد أن شاهدت ما شاهدت من إبداعات سمبوزيوم الخزف الدولى، أشعر بالسعادة والنشاط المتجدد، لأن الفن يجدد الحياة. جاء ذلك في تصريح له خلال افتتاحه مساء أمس الأحد بمركز الهناجر للفنون معرض سمبوزيوم الخزف الدولى فى دورته ال15، الذى يقام بمدينة دهب بشرم الشيخ. وأكد د.عصفور: هذا معناه أن المشاهد يستطيع أن يبدع. وكونى ناقداً أدبياً فى الأساس أشعر بأن عقلى يعمل ووجدانى مستمتع بإبداعات فنية رائعة. وتابع: دلالة هذا اللقاء أنه يعنى أننا نقتسم نوعاً من حوار الحضارات، التى لا تتجاور بالكلمات لكن بالأصابع المبدعة، والتى تجعل الفن قادرا على الحديث. أشعر بأن مصر أرض السلام لأنها جمعت بين كل هذه الجنسيات فى سلام ومحبة. ترابها يبعث على الإبداع، ومن هذا التراب خرجت أرقى الأعمال الفنية. إن الأجانب جاءوا إلى مصر وكانت النتيجة هذا المعرض الفريد من نوعه، الذى إن دل على شيء فإنه يدل على الإيمان بحوار الحضارات وتنفيذه فى أى مكان، مضيفاً: نجد السنغالى مع الإسبانى والمكسيكى والمصرى، جنسيات متعددة التقت على أرض مصر، أرض السلام والمحبة لكى يصنعوا من تراث هذا البلد مادة يشكلون منها إبداعاتهم. من جانبه، قال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة: نقدم من خلال هذا السيمبوزيوم نموذجاً يحُتذى به لسمبوزيومات الخزف العالمية. فقد شارك بهذا الملتقى فنانون من مختلف دول العالم العربية والأجنبية. ونعد بأن نستمر ونطور هذا الملتقى. أما الدكتور هيثم عبد الحفيظ رئيس الملتقى فقال: يختلف هذا الملتقى عن الدورات السابقة من ناحية التنظيم، مضيفا: وجدنا تعاونا بين وزارتى الثقافة والسياحة ومؤسساتهما. كما أننى سعيد برد الفعل من قبل الفنانين الأجانب الذين شاركوا بالملتقى وعبروا عن سعادتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأرى أن هذه أكبر شهادة لنجاح الملتقى. وتابع عبد الحفيظ: هذا حدث يؤكد على دور الثقافة والفنون فى التنشيط السياحى. لدينا فنانون عالميون شاركوا بالملتقى منهم ألبرتو أوسس الإسبانى، وهو فنان يبيع بشكل كبير فى بلاده. وقد حصل على الجائزة الكبرى فى بينالى الخزف بإسبانيا، وقد يصل سعر قطعة الخزف التى يقدمها إلى 5 آلاف يورو بحسب نوعيتها. لدينا ثلاث قطع لهذا الفنان بما يقرب من مائة ألف جنيه. وأكد: من المهم أن نعرف كيف نسوق هذه الأعمال وإن كنت أتمنى قبل تسويقه أن يكون لدينا متحف للخزف يضم كل هذه الإبداعات. وأشار عبد الحفيظ إلى أن بداية هذا الملتقى جاءت منذ 1989 على يد الفنان محيى الدين حسين كأول قومسير له واستمر محلياً لمدة 9 سنوات حيث كان يُقام فى قنا، كما أقيمت له دورة واحدة فى جريس بمحافظة المنوفية مع الفنان ضياء داود. ثم توليت رئاسة هذا الملتقى منذ 6 سنوات. من جهته، قال قومسير الملتقى الدكتور محمد عبد الهادى: يضم هذا الملتقى 12 فنانا أجنبياً تم اختيارهم بعناية شديدة عن طريق متابعة أعمالهم و5 مصريين، وقد أقيم الملتقى تحت رعاية قصور الثقافة والعلاقات الثقافية الخارجية وفندق المريديان بدهب. حيث قدم الفنانون منتجا فنيا غير عادى فى عشرة أيام فقط، كل فنان قدم من قطعة إلى ثلاث قطع. أما الفنان محمود رشدى، أحد المشاركين ومساعد القوميسير فأشار إلى أن هذه أول مشاركة له بهذا الملتقى. مضيفاً: لقد استفدت من خبرة كبار الفنانين فى مجال الخزف وهذا ساعدنى فى اكتساب تقنيات وأساليب اللون والتشكيل. حاولت بقدر الإمكان الاختلاف فى عملى. استوحيت من الطبيعة النخل والنتوءات المستخرجة من الأشجار. تقديم إحساس الخشب من الخزف. أتمنى أن يستمر الملتقى كل عام بانتظام، وميزة هذه الدورة أنها جمعت فنانين من جميع الكليات الفنية واستفادت من المدارس المختلفة التى جسدها 12 فناناً أجنبياً شاركوا بالملتقى. وقدم المخرج محسن جودة فى ختام الافتتاح وعقب تكريمات المشاركين بالملتقى فيلماً وثائقياً مدته 13 دقيقة يوثق من خلاله لعمل الفنانين فى دهب على مدار عشرة أيام منذ أمسكوا بالطينة وهى خام، ثم بدأوا فى تشكيلها وحرقها وإخراج منتج فنى بديع. وقال جودة: أتمنى أن تقوم الهيئة ببيع هذه المنتجات بدل من أن يتم تخزينها لديها، وحينها سوف تنفق على بعض احتياتها منه. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :