ماذا يعنى لك أسم عمر الشريف؟ هل هو أول عربي رشح لجائزة الاوسكار؟ أم هو ذلك الفنان الذي تخطى حدود المحلية ليحصل على لقب عالمي؟ هل هو "دكتور زيفاغو" أم هو عاشق "سيدة القصر"؟ بل هو كل ماسبق، هو 79 عامًا من الفن السابع، هو ابن الإسكندرية العالمي عمر الشريف تكرمه أسرة بوابة الأهرام في ذكرى عيد ميلاده. ولد عمر الشريف تحت أسم "ميشيل ديمتري شلهوب" فى 10 أبريل عام 1932 من أب لبناني يعمل بالتجارة وأم سورية من أسرة ثرية، ودرس الرياضيات والفيزياء بمدرسة فيكتوريا، حيث ظهر نبوغه الفني وهو يؤدي رائعة الكاتب الأنجليزي وليام شكسبير "هامليت" على مسرح المدرسة، لكن التمثيل لم يكن يمثل له شئ فى ذلك الوقت إلا أن زميل دراسته المخرج الراحل يوسف شاهين لم يستطع أن ينسى موهبة عمر الشريف، فأسرع مسافرًا إلى الإسكندرية ليعود سريعًا إلى القاهرة، وبصحبته بطل فيلمه "صراع في الوادي"، ومن هنا تبدأ رحلة عمر الشريف الفنية. وجد عمر الشريف ضالته من الشهرة بعد النجاح الجماهيري لفيلم "صراع في الوادي"، ووجد أيضًا شريكة حياته ليتزوج من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عام 1958، وقدما فى مشوارهما الفنى معًا 5 روائع للسينما المصرية ، بدايةً من أول أفلامهما "صراع في الوادي" عام 1954، ثم فيلم "صراع في الميناء" عام 1956، "لا أنام" عام 1957، "سيدة القصر" عام 1985، أم أخر عمل جمع بينهما كان "نهر الحب" عام 1960. في أوائل الستينات طرقت العالمية باب عمر الشريف عندما ألتقى بالمخرج الأنجليزى الحائز على جائزتي أوسكار دايفيد لين، ورشحه لنيل دور محوري في الفيلم الحائز على 7 جوائز أوسكار "لورنس العرب" عام 1962، وهو الدور الذي فاز من خلاله بجائزتي جولد جلوب، كأفضل ممثل مساعد وأفضل ممثل صاعد، ورشح لنيل جائزة الأوسكار عن نفس الدور كأفضل ممثل مساعد عام 1963، ليكون أول عربي يرشح لتلك الجائزة. قدم عمر الشريف موهبته للعالم على طبق من ذهب فى ثانى أفلامه مع المخرج دايفيد لين، عندما حل بطلًا في فيلم "دكتور زيفاغو"، الحائز على جائزتي أوسكار ويتوج للمرة الثالثة بجائزة الجولدن جلوب ولكن هذه المرة كأفضل ممثل درامي عام 1965، شارك بعدها الشريف بالعديد من الأعمال السينمائية العالمية ، منها " ليل الجنرالات" عام 1967، "فتاة مرحة" عام 1968 وفيلم "الوادي الأخير" عام 1971، وئظرًا لعزوف الغرب عن أفلام الكلاسكيات الرومانسية، أتجه عمر الشريف للأدوار الكوميدية مثل "النمر الوردي يضرب مجددا" عام 1976 وفيلم "السر" عام 1984، بعدها ابتعد عمر الشريف عن الساحة الغربية واكتفى بظهروه في المسلسلات والبرامج والسهرات التلفزيونية والأدوار الشرفية. لم تنقطع صلة عمر الشريف بمصر حتى أثناء غيابه عن مصر، فكان لا يتوقف عن المشاركة فى المسلسلات الأذاعية المصرية ومن أشهرها "أنف وثلاث عيون" و"الضائع"، ألا أنه بعد إنحسار أضواء العالمية عنه عاد إلى مصر فى التسعينات ليبدأ صفحة جديدة من تاريخه الفني، فبخلاف فيلم "المحارب الثالث عشر" الذي حل به كضيف شرف، قدم للسينما المصرية فيلم "المواطن مصري" عام 1991، مع دخول الألفية الثالثة عاد عمر الشريف إلى دائرة المحافل العالمية عندما حاز على جائزة الأسد الذهبي كأفضل ممثل عن فيلم "السيد إبراهيم" من إخراج الفرنسي فرنسوا دوبيرون. قدم عمر الشريف للمرة الأولى طوال تاريخه الفني مسلسل تليفزيوني مصري بعنوان "حنان وحنين" من بطولة الفنان القدير أحمد رمزي والفنانة سوسن بدر وإخراج إيناس بكير عام 2007، ومن المعروف عن عمر الشريف دعواته المتكررة للتسامح والحوار بين الأديان، وقد توج دعوته بمشاركة الزعيم عادل إمام عن طريف فيلم "حسن ومرقص" عام، الذي أثار حالة من الجدل في الشارع المصري، وفي عام 2009 تم عرض فيلم "المسافر" ضمن فعاليات المسابقة الؤسمية لمهرجان فينسيا الدولي، وهو من إنتاج وزارة الثقافة المصرية يضم العديد من الفناني العرب وعلى رأسهم الفنان العالمي عمر الشريف.