كشف فرنسيس أمين باحث ومحقق أثري ل"بوابة الأهرام" أن ذقن الملك توت عنخ آمون كان يعرض منفصلاً عن قناعه حتي عام 1968، مشيراً إلي أن صاحب فكرة تركيب ذقن الملك الشاب في قناعه كان للأثري ألفريد لوكس، وزكي إسكندر كبير مرممي هيئة الآثار المصرية في ستينات القرن الماضي. كانت وسائل إعلام مصرية وأجنبية قد شنت هجوماً علي وزارة الآثار المصرية مساء أمس الخميس بسبب نشر صورة تظهر قيام المرممين بالمتحف المصري بوضع ذقن الملك توت عنخ آمون بعد تساقطها. وأكدالأثري أن لحية الملك توت عنخ آمون كانت لحية مكسورة وقت اكتشافها علي يد الأمريكي هوارد كارتر، لافتاً أن المتحف المصري يعج بالآف الذقون المستعارة؛ بسبب المعتقدات الفرعونية لدى الذقون التي كانت من أهم سمات الملك والإله معاً. يذكر أن مقبرة توت عنخ آمون تم اكتشافها بمحافظة الأقصرجنوب مصر عام 1922 وتم فتح حجرة الدفن في عام 1923 فيما رأي العالم الاكتشاف الجديد في وسائل الإعلام في عام 1925 حيث شاهد العالم صور لمقبرة الملك الشاب الذي لايكف منذ اكتشافه علي إحداث ضجة إعلامية ترافقه سواء في نسبه وجذوره وجيناته الوراثية أو في مقبرته وأخيرا قناعه. وأضاف أمين أن ذقن توت عنخ آمون لم تكن ملتصقة بالقناع وكانت مصنوعة من عجينة زجاجية وظلت معروضة بالمتحف المصري منذ افتتاحه في عام 1936 وهو العام الذي تم فيه العرض الرسمي لقناع توت عنخ آمون، حيث كانت ذقنه توضع علي مرآة خلاف قناعه، لافتاً إلى أنه حين تم إعادة فتح المتحف المصري في انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت الذقن تعرض منفصلة عن قناعه ايضاً. باستخدام فتحة بسيطة في القناع، استطاع الأثري المصري زكي إسكندر وصديقه الأثري ألفريد لوكس في عام 1962 بالإضافة إلى استخدام مواد لاصقة، أن يتوصلا لفكرة تثبيت الذقن في القناع، حيث تم عرض القناع وبداخله الذقن في معرض في العاصمة الفرنسية باريس هذا مايوضحه الأثري فرنسيس أمين، مضيفاً أنه تم عمل أشعة فوق مقطعية للقناع والذقن الجديد في عام 1968 أيضاً حين كان يتولي إدارة المتحف الدكتور محمد عبدالرحمن. وأوضح فرنسيس أن العالم شاهد الذقن المثبت في القناع لأول مرة في عام 1968 فيما كانت جميع الصور الفوتوغرافية التي تؤرخ للقناع منذ اكتشافه بدون ذقن حتي الصور الملكية والغير ملكية قبل هذا التاريخ، مشيراً إلى أن ماحدث من ضجة في واقعة توت عنخ آمون هو خلاف بين المرمين المصريين أرادوا أن يجعلوا الرآي العام يشاركهم خلافهم ومدارسهم المختلفة. وأكد فرنسيس أن الذقن هو من إحدي علامات الملكية الخامسة بالإضافة إلى الزي والكوبرا "الثعبان " مشيراً إلي أن الذقن تكون معقوفة دائماً حين يموت الملك مثل الآلهة لافتاً أن ذقن الفرعون دائماً ماتكون مستعارة وتكون دائما ملفوفة حتي الرأس في حياته وهذا ماجعل الفراعنة يضعون الشعور المستعارة منفصلة عن التوابيت. وطالب فرنسيس أن يناقش أمر ذقن قناع توت عنخ آمون المتخصصين في الآثار فقط مشيراً إلي أن وسائل الأعلام الأجنبية سخرت من المصريين رغم أن الأثريين أنفسهم يعرفون أن مدارس الترميم المختلفة تؤدي إلي تباين في الآراء والأفكار، مشيراً إلى أن بحث دقيق لقناع توت عنخ آمون قبل عام 1968 يثبت أنه بدون ذقن وهو ماتحتويه المعاجم الأجنبية قبل العربية والمصرية.