رصدت دراسة حديثة بعنوان "العبودية المعاصرة.. الزواج السياحي في مصر" , صدرت عن مركز "عيون" لدراسات وتنمية حقوق الإنسان والديمقراطية، ظاهرة الزواج الصيفي، بمدينة الحوامدية – محافظة 6 أكتوبر- وألقت الضوء على تلك الظاهرة، وأسبابها، وعلاقتها بالاتجار بالبشر في مصر. وتعد الدراسة الأولى التى تركز على منطقة الحوامدية، وكشفت عن أن عملية الزواج تتم عن طريق سماسرة، ومحامين يقومون بدور الوسيط بين أسرة الفتاة والثري العربي، مقابل الحصول على مبلغ من المال، تبلغ قيمته 25% من المبلغ الذي يعطيه العريس لأهل العروس. يرجع سبب تسمية هذا الزواج ب "السياحي" , لأنه يحدث في فصل الصيف، عندما يأتي الأثرياء العرب للسياحة في مصر، وفي الأغلب يتم الزواج في شقة مفروشة، ويقيم فيها عدد من أصدقاء الزوج، وهناك حالات يتم فيها تبادل الزوجات. وثمة نتائج سلبية تترتب على هذا الزواج، أهمها وفقًا لما ورد في الدراسة، الأمراض المنقولة جنسيا، فضلاعن أمراض الكبد الوبائي B و C، ناهيك عن أخذ الفتيات لموانع الحمل , دون إرشاد الطبيب، مما يؤثر على صحتهن الإنجابية فيما بعد، إضافة إلى المشكلات القانونية، فمعظم الزيجات عرفية، ويحدث خطأ في البيانات لا تنتبه لها أسرة الفتاة إلا بعد سفر الزوج، وأخطر مشكلة, ولادة أطفال بلا نسب. وجاء فى الدراسة أن سبب قبول بعض الأسر زواج فتياتها بهذا الشكل، هو أن 80% من العينة التى شملتها الدراسة، أشارت إلى أن الفقر هو السبب الأول لقبول هذا الزواج، بينما أشار ما يقرب من 7% من العينة إلى عدم دراية الأسرة بمخاطر الزواج السياحي، و 5% منها أرجعت السبب إلى الرغبة في الثراء السريع، بينما رأى ما يقرب من 6% من العينة أن هناك أسبابا أخرى لقبول هذه الزيجات، منها الاعتياد على الأمر أو أنهم وجدوا أسرا محيطة بهم تقبل بهذه الزيجات. يحسب لهذه الدراسة أنها استطاعت مقابلة السماسرة، والتعرف على الأسباب التي دفعتهم للعمل في هذه المهنة، فأشار 45% منهم إلى أن البطالة هي السبب الأول للعمل في مهنة السمسرة، و12% أرجعوا السبب للرغبة في توفير دخل ومكسب سريع، وذكر 10% منهم أنه ليست لديهم معرفة بتعاليم الدين وموقفه من هذه القضية، و8% دخلوا هذه المهنة مجرد تقليد لآخرين . وتقول الدراسة إن عدد السماسرة العاملين فى الزواج السياحى كبير، فكل مربع سكنى فى الحوامدية, يمكن أن يكون فيه ما بين 3 إلى 4 سماسرة على الأقل، كما يوجد وسطاء مصريون في الدول العربية، وهم على اتصال بسماسرة الحوامدية، ويتم استخدام الطرق المختلفة والمبتكرة في التسويق؛ تسويق مباشر مثل سائق التاكسي, الذي يأتي بالثري العربي من المطار، وبوابي العمارات، مقدمي الخدمات في المقاهي والمطاعم.