أعلن الجيش الاميركي أنه يحقق في عدة حوادث قد تكون أدت إلى سقوط قتلى مدنيين في غارات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراقوسوريا. وبذلك يكون الجيش الأميركي أقر للمرة الأولى بأن الغارات الجوية قد تكون أسفرت عن ضحايا مدنيين. وقال مسؤولون عسكريون لوكالة فرانس برس إن القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) التي تشرف على حملة الضربات الجوية بدأت تحقق في 18 حالة. ولا تزال خمسة من هذه التحقيقات مستمرة، في حين تم وقف ال 13 الأخرى لعدم كفاية المعلومات ولانعدام القدرة على التحقق من الوقائع. ويتعلق أحد هذه التحقيقات بضربة شنت في 26 ديسمبر، وفق المصدرين. وأوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي الثلاثاء للصحافيين أن هذه التحقيقات تجريها القيادة الأميركية الوسطى، وقال إن "سنتكوم تحقق في شأن مزاعم عديدة عن (سقوط) ضحايا مدنيين تعتبر أنها ذات مصداقية". وحتى الآن، لم يعترف الجيش الأميركي أبدا بإجراء تحقيقات مماثلة، مكتفيا بالقول أنه تعذر تأكيد سقوط أي ضحية مدنية. وأضاف كيربي أن خطر إصابة السكان المدنيين "هو أمر نتعامل معه دائما بجدية. نحرص في شكل كبير على التخفيف من الخطر على المدنيين في كل عملية ننفذها، مهما كان موقع" هذه العملية. وتصريحات المتحدث باسم البنتاجون تشير إلى تحول في موقف وزارة الدفاع الاميركية التي أصرت على مدى أشهر على عدم تأكيد أي حالات سقوط مدنيين في الغارات الجوية. لكن منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان سبق أن أشارت إلى أن عشرات المدنيين قتلوا في الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وفي نهاية أكتوبر، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الضربات الجوية لقوات التحالف أسفرت عن مقتل 32 مدنيا بينهم ستة أطفال وخمس نساء منذ 23 سبتمبر 2014. وأشار أيضا إلى مقتل 467 مقاتلا من تنظيم "داعش". وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية رافضا الكشف عن اسمه "من غير الوارد ألا يسقط ضحايا مدنيون في هذه المرحلة من الحملة الجوية". لكن الجيش الاميركي ليس متواجدا على الأرض في سوريا ولديه تواجد محدود جدا في العراق وبالتالي من الصعب البت بشكل نهائي في عدد المدنيين الذين قد يكونوا سقطوا في حملة الضربات الجوية حتى الآن كما أضاف المسؤول. والمعلومات عن احتمال سقوط قتلى مدنيين أتت من مختلف المصادر بينها مراجعات خاصة قام بها الجيش وتقارير داخلية ووزارة الخارجية واحصاءات وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية، كما قال الميجور كورتيس كيلوغ المتحدث باسم القيادة الوسطى. وقال كيلوغ "المصدر يعتبر موثوقا بشكل عام إذا قدم معلومات يمكن التحقق منها مثل بيانات أو صور أو وثائق يمكن أن تساعدنا على تحديد ما إذا كان هناك أساس لتلك المعلومات". وأضاف في بيان أن التحقيقين الرسميين الجاريين حاليا "هما النتيجة المباشرة لمراجعة داخلية خاصة بنا وليسا نتيجة معلومات صادرة من خارج وزارة الدفاع". وأوضح ان التحقيقات يمكن أن تشمل "أخطاء تقنية أو ميكانيكية أو بشرية قد تكون حصلت خلال الضربات". وقال "الجو الميداني العام في العراقوسوريا يجعل من التحقيق في هذه المزاعم أمرا صعبا جدا. ووسائل التحقيق التقليدية مثل إجراء مقابلات مع شهود وتفقد الموقع، لا يمكن القيام بها تقنيا". وحتى منتصف ديسمبر، شن التحالف أكثر من 1300 غارة جوية على تنظيم داعش غالبيتها بواسطة طائرات أميركية. وبدأت هذه الضربات في الثامن من أغسطس في العراق ثم شملت سوريا في 23 سبتمبر.