قالت الشاعرة سارة علام، التي يصدر خلال أيام ديوانها "تفك أزرار الوحدة" عن دار "العين" في القاهرة، إن علاقتها بالكتاب تنقطع بعد انتهائها منه، ووفقًا للقاعدة تلك، فإنه من الصعب على مبدع أن يتحدث عما انتهى منه، وصار على طاولة حكم النقاد والقراء. وتضيف سارة علام في حديثها ل"بوابة الأهرام" حول ديوانها الجديد، الثاني في مسيرتها: أنا قلقة، قلقة جدًّا، حتى أنني تراجعت ثلاث مرات أو أكثر عن نشر الديوان. أفكر: هل قدمت جديداً للشعر؟ هل ديواني الجديد خطوة في مشروعي الأدبي؟ هل تطورت رؤيتي للحياة والعالم؟ حين أصدرت ديواني الأول "دون أثر لقبلة" عام 2013، تقول سارة، كان الأمر سهلاً جدًّا، قلت لنفسي "عمل أول لكاتبة صغيرة، إذا أفلح أفلحنا، وإذا لم يلق إعجاب أحد فلدي عذر جاهز ومقبول اسمه (العمل الأول) ، وسأعد نفسي بأن أصلح ما فعلت في أعمال قادمة. العمل الثاني، تضيف سارة علام، ابنٌ ثانٍ، صارت لدي خبرة، ولو محدودة، في الكتابة، وفي التعامل مع مخطوط العمل في مرحلة ما قبل النشر، وفي إعادة كتابة النص وتنقيحه وإعادة النظر فيه مرة ومرات عديدة، وهو ما لم أكن أفعله من قبل. وتستطرد سارة علام: "تفك أزرار الوحدة"، أرهقني نفسيًّا وذهنيًّا، لأسباب تتعلق بأن أعذار العمل الأول قد ولت إلى غير رجعة. ولأسباب أخرى كأن أكتب عن "الوحدة" التي كُتب عنها كثيرا، دون أن ألف في الدائرة نفسها. كنت أخشى أن أكتب نصوصًا عادية وحالات مستهلكة لا تحمل بصمتي ولا روحي. كيف أكتب عن "الوحدة" دون أن أتورط في تصورات مسبقة وقديمة؟ هذه الأسباب كلها، وغيرها، تجعل نشر الديوان الثاني مخاطرة، أتمنى أن تكون محسوبة. يُذكر أن ديوان "تفك أزرار الوحدة" يضم 30 قصيدة ، تنتمي إلى قصيدة النثر، والغلاف من تصميم الشاعرة والفنانة صابرين مهران. ومن أجواء الديوان نقرأ قصيدة "جنازتي الصغيرة": "في جنازتي الصغيرة سيقف كل الرجال الذين أحببتهم يمسكون بقصائد يعرفون أنها لهم وحده القاتل يعرف أن للجريمة أثرًا لا يموت بالوفاة يأخذ القاتل كتابي بيمينه يسكب حبرًا على صورتي صورتي الجاحظة كرسم غائر يطمسها الحبر لا تخفيها الذاكرة كرسي المقهى يثرثر يحكي لأصحابه كل يوم عن قاتلٍ متسلسل وفستانٍ مزقه مسمارٌ غاضب رأى في مؤخرة القاتل أصابعَ ضحية طازجة ليس هناك قصيدةٌ كاملة ولا جريمة قاتل واحد فقط تكتمل بعينيه كل الصور"