تعددت الهتافات والمطالب واحدة، ظاهرة جديدة تشهدها الجامعات المصرية والفضل لثورة 25 يناير، فالطلاب يريدون إسقاط بقايا النظام السابق من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، إلى جانب فتح باب الترشح لهذه المناصب ليكون الصندوق الانتخابي هو الفيصل الوحيد، رافعين شعار "شيلنا رئيس الجمهورية، رئيس الجامعة بقى حاجة عادية". منذ عرف المصريين الحياة عرفوا فن الهتاف مابين "بروح بدم نفديك يا ..." حتى "كفاية حرام"، وثورة 25 يناير تعد خير دليل على عبقرية الهتفات الحماسي منها والسياسي وبالتأكيد لم تغب "خفة دم" المصريين عن ساحة الأحداث سواء بعد الثورة أو حتى قبلها، والهتفات الطلابية أيضًا استمدت قوتها وتنوعها من عفوية الطلاب وحماسية ثورة 25 يناير. انتفاضة الجامعات ... هو عنوان الاعتصامات والمظاهرات التي تجتاح مصر هذه الأيام تحت مطالبات واحدة تتركز في إسقاط رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وتحسين جودة العملية التعلمية، لهذا رصدت "بوابة الأهرام" أبرز هتفات الطلاب أثناء مظاهراتهم واعتصاماتهم ووقفاتهم الاحتجاجية: احتلت كلية "إعلام القاهرة" نصيب الأسد من الهتفات خاصةً بعد أن تدخلت الشرطة العسكرية لفض اعتصامهم المفتوح الذى بدأ كوقفة منذ ثلاثة أسابيع كوقفة احتاجية لإقالة الدكتور سامي عبد العزبز، عميد الكلية، مالبث أن تحولت إلى إضراب مفتوح عن الطعام نتيجة تعنت الإدارة فى تحقيق مطلبهم، لينتهي الاعتصام نهاية درماتكية بإصابة 7 طلاب فى عملية فض الاعتصام وسط استنكار من الرأي العام، حيث وعد الجيش بالتحقيق في الواقعة، فهتف الطلاب: عسكر عسكر عسكر ليه .. أنا بلطجي ولا إيه ضربوا بنين ضربوا بنات .. إمبارح فى الكليات قالوا إديها كمان حرية .. ضربوا اخواتنا فى الكلية قالوا تعالوا ومسكوا فينا .. وثبتونا وضحكوا علينا هتفات موحدة رددها طلاب الجامعات الحكومية مع إعلان الدكتور عزت سلامة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا، بدء العام الدراسي، مطالبين برحيل رؤساء الجامعات الأسباب مختلفة على رأسها أنهم امتداد للنظام السابق الذي أسقطته ثورة 25 يناير، وبذلك تسقط عنهم الشريعة، الأمر لم يتوقف عند الجامعات الحكومية بل امتد إلى الجامعات الخاصة في ظل وجود شبهة فساد مالي، ومن أبرز الهتفات الطلابية التي تطالب بإسقاط رؤساء الجامعات: واحد اتنين .. رئيس الجامعة فين أول مطلب للطلاب .. رئيس الجامعة بره الباب يلا يا جامعة شدي الحيل .. شيلنا الراس وفاضل الديل بص شمالك بص يمينك .. كل الطلبة مش عاوزينك ارحل خلي حياتنا جميلة .. خلوا الشرفا يشيلوا الليلة لم تسلم إدرات الجامعات من هتفقات الطلاب، فقد اعتبر الطلاب أنه فساد الرأس "رئيس الجامعة" يفسد الجسد كله، لذلك الحرية وإقتلاع الفساد من جذوره، فأكد الطلاب على ضرورة وجود إدارة حرة منتمية للطلاب وليس لأشخاص أو سياسات، متهمين إدارات الجامعات الحالية بالفساد الإداري والتواطأ مع رؤساء الجامعات والنظام السابق، فردد الطلاب الصيحات التالية معبرين عن وجه نظرهم: يا حقوقنا فينك فينك .. الإدارة بينا وبينك عايزين إدارة حرة .. دراستنا بقت مرة حركة طلابية واحدة .. ضد السلطة بتذبحنا ليه حقي دايمًا مهدور.. عايز حقي يا دكتور ولا يخلو أي اعتصام أو تظاهرة من الهتاف الحماسي الذي يلهب مشاعر الطلاب، ويدعوهم إلى الإستماتة فى طلب حقوقهم خاصةً مع دخول فى مرحلة الاعتصام المفتوح الذي ينتهي بعض أيام وقد يستمر لأسابيع: أنا مصري ونفسي أبية .. مش هرضي بالظلم ليا علي الصوت قول ما تخافشي .. أنا قاعد هنا مش همشي أنا بحقي راح أطالب .. وهتتنفذ المطالب أنزل هنا مش طالعين .. ولو ماجتش إحنا قاعدين في النهاية جاءت الهتفات المعبرة عن مشاكل خاصة ببعض الجامعات مثل طلاب "هندسة بترول السويس" المطالبين بتفعيل بروتوكولات التعاون التي أقرتها الجامعة، و"الأهرام الكندية" المطالبين بإستخدام إمتيازات التعاون مع كندا، و"طلاب الألمانية" المطالبين بتحسين جودة العملية التعليمية وإقالة رئيس مجلس أمناء الجامعة، جاء ذلك على صعيد الهتفات التالية: يا وزير البترول .. مطلوب تفعيل البروتوكول لا أهرام ولا كندية .. دى طلعت مهلبية الكداب بيروح النار .. وأنت بتكدب ليل ونهار معامل مش لاقيين .. ومدرجات مأجرين أما عن البعد الإجتماعي لهتفات الطلاب فى الجامعات، قالت الدكتورة نهى حافظ زياد، أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، أن هناك رابطًا بين الطلاب والتكوين المجتمعي الذي نعيشه فى الحاضر، والدليل علي ذلك تأثير الانترنت والتكنولوجيا علي شباب ثورة 25 يناير وانتفاضة الطلاب في الجامعات علي حد سواء، حيث حملت الهتفات مصطلحات لشباب العصر كما حدث فى ثورة 25 يناير مثل "مبارك .. طير أنت".