على الرغم من أنه كان معروفًا بطيبة القلب والوفاء، فإنه ظل أحد أشهر ممثلي أدوار الشر في مخيلة محبيه من عشاق السينما.. وعلى الرغم من رحيله ظلت إفيهاته "أحلى من الشرف مافيش"، و"صلاة النبى أحسن"، و"انتباه يا دانس"، و"يا آه يا آه"، و"ألو يا همبكة"، و"على ودنه"، و"ألو يا أمم"، و"العلبة دى فيها أيه؟ فيها فيل" تعيش بيننا، مُعلنة أن "اللي ليه إفيهات ما ماتش"، ففي مثل هذا اليوم من عام 1988، رحل توفيق الدقن عن الدنيا، وبقي ساكنا في وجدان الناس. وقد استطاع "الدقن" أن يقدم أدوار الشر في قالب كوميدي، وكانت أفضل أفلام الفنان الراحل تلك التي ارتبط اسمه فيها بالفنانين إسماعيل ياسين، أحمد رمزى، وعبد المنعم إبراهيم، حيث قدم معهم عددًا من الأفلام تعتبر الأبرز في مشواره الفنى، منها "ابن حميدو" و"طاقية الإخفاء". سينما الأشرار كان للراحل توفيق الدقن ثنائيات في "سينما الأشرار"، حيث قدم مع الراحلين محمود المليجي وفريد شوقي العديد من الأفلام، التي مازالت علامات ومحطات متميزة في مشوار السينما المصرية. مواقف في حياته * توفيت والدته، التي قدمت من صعيد مصر، المنيا، للعلاج، بعد أن اعتقدت أنه بالفعل شرير ولص وسكير، كما نعته أحد الناس المهووسين بشخصيات الأفلام، فى أثناء سيرهما بسيارته في الطريق العام بشارع عماد الدين، ولم يسمح الظرف بأن يشرح له أن هذا مجرد تمثيل، فقد كانت تجلس بجواره، وماتت قهرا، بعد أن اعتقدت أن ابنها الوحيد بهذه المواصفات. * عندما سكن لأول مرة في العباسية، ذهب ليشتري لحما من دكان جزار يقع تحت بيته، فطارده الجزار بالساطور، لأنه لا يسمح للصوص بدخول محله، وظل لعدة أشهر ينظر إليه شذرا، عند دخوله وخروجه من البيت. رصيده الفني بلغ رصيد الأفلام، التي شارك فيها توفيق الدقن، 233 فيلما، منها 33 فيلما في الخمسينيات، 78 في الستينيات، 92 في السبعينيات، و30 فيلما في الثمانينيات، وإلى جانب السينما، أشترك في العديد من المسلسلات، أهمها: أحلام الفتى الطائر، غريب في المدينة، محمد رسول الله "الجزء الأول"، مارد الجبل، القط الأسود، هارب من الأيام، نور الإسلام، مفتش المباحث، وألف ليلة وليلة "الجزء الأول"، كما كان للمسرح نصيب في أعمال توفيق الدقن، فكان ظهوره حاضرًا ومتميزًا في "انتهى الدرس يا غبي، سكة السلامة، المحروسة، والبلدوزر". تزوج توفيق الدقن، الذي ولد عام 1923 في المنوفية، مرة واحدة، من امرأة أحبّها، اسمها نوال الرخاوي، وأنجب منها ثلاثة أبناء، هم ماضي، هالة، وفخر الدين. وبعد مشوار حافل من العطاء، توفي في 26 – 11 - 1988، بسبب الفشل الكلوي والاكتئاب، الذي أصابه بعد وفاة الفنان محمود المليجي عام 1983، وقد طلب، قبل موته، أن توضع زهور حمراء على قبره.