يرصد الفنان إبراهيم الطنبولي، فى معرضه "المحروسة"، المنعقد حاليًا بجاليري "بي آرت"، السنوات الأخيرة التي مرت بها مصر، عارضًا رؤيته كفنان لمستقبل المحروسة، ومسجلا انطباعاته، التي عبر عنها تشكيليًّا، باستخدام خامات مختلفة. وقد استخدم الطنبولي، الألوان الزيتية والإكريليك والأحبار والباستيل والبرونز، في الأعمال النحتية، بأسلوبه التعبيري الخاص، الذي يجمع بين التشخيصية والتجريدية والسريالية. وفي تعليقه على المعرض، يقول الطنبولى: "المحروسة" هي مصر، ونحن بحاجة لإعادة البهجة والبسمة، وفي الوقت نفسه، أحاول أن أعكس كل ما عشناه في الفترة الماضية، وأتطلع للمستقبل الذي ننتظره، وقد استخدمت خامات مختلفة، من أجل نقل حالة وجدانية متداخلة للمتلقي. من جانبه، يشير بهاء عامر مدير الجاليري، إلى أن أعمال الطنبولي تتميز بتنوع الخامات، وهو أسلوب مميز له، يمكنه من إطلاق روحه، لتشكل اللوحة بعيدًا عن النمط الكلاسيكي لها.. هو ينقل للمتلقي حالة وجدانية، مستخدمًا لغة الشكل، عبر شخوصه المختلطة بضربات فرشاة عفوية، محملة بألوان الشمس والنبات وأمواج البحر، في نسيج تعبيري انسيابي ينبض بالجمال والحيوية، وهو أداء يتسق مع التجربة المتميزة لفنان يعشق الحياة. أما الفنان طه القرني، فيرى أن الطنبولي يمتلك حالة مختلفة بأدوات مميزة وديباجة واستبشار بوجه الحياة، وهو ما نحتاجه في مثل هذه الظروف، لأننا طوال الوقت نبحث عن فنان يعطينا بهجة اللون. ويضيف: لديه أيضًا أداء تعبيري هائل، فمباشرة الحس التشكيلي تصنع نوعًا من اختلاف الرؤى يحذب المتلقي، فضلا عن آليته المختلفة في التصوير، التي تصنع ثراء فنيًّا، كما أن آلية العمل بها حالة من الاتزان في الرؤية، وهذا يجعلني كمشاهد أستمتع بالعمل، وكأن المتلقي في "كرنفالية لونية بحس قصصي". من جانبه، يقول الدكتور رمضان عبد المعتمد: اعتدنا من الطنبولي البحث في مجال المصريات، حتى جاء عنوان المعرض "المحروسة"، ليقدم مصر التي نحلم بها الآن، وننتظر منها الكثير، ونرى فيها الأمل. وأردف عبد المعتمد: أن المعالجات تعبر عن الحياة المصرية ببساطة، في سيمفونية عزف منفرد، حيث يجسد الفنان، من خلال أفكاره، ألعاب الحي، والحكي المنفرد، ومناظر الحياة اليومية، بشكل مميز، وكأنه طفل يرسم، فهو يمتلك تلقائية الفنان الفطري، لكن بوعي، حيث يدرك متى يستخدم الألوان الباردة أو الساخنة، ونستشعر في أعماله البعد الإنسانى دائمًا.