أعلنت الحكومة الكويتية أن عشرات الآلاف من عديمي الجنسية أو البدون يمكن أن يحصلوا على جنسية جزر القمر من أجل وضع حد لمشكلتهم المستمرة منذ عقود. وكان مساعد وكيل وزارة الداخلية مازن الجراح قال لصحيفة "الجريدة" الكويتية إن البدون سيحصلون على استمارات لطلب "المواطنة الاقتصادية" لجزر القمر. وسيحصل رب الأسرة على "مواطنة اقتصادية" وجواز سفر في حين سيتم تسجيل أولاده كمواطنين من جزر القمر وينالون جوازات سفر. والذين سيوافقون على هذا الإجراء سيمنحون إقامة مجانية في الكويت إضافة إلى سلسلة من المحفزات مثل التعليم المجاني والرعاية الصحية والحق بالوظيفة، بحسب الجراح. وستبدأ عملية تقديم طلبات الجنسية ما أن تفتح سفارة جزر القمر في الكويت خلال الأشهر المقبلة. لكن نواف البدر الامين العام للجنة البدون اعتبر العرض "غير عملي" مشيرا إلى "غضب ورفض البدون" لذلك مؤكدا إصرارهم على المطالبة بالحصول على الجنسية الكويتية. ولم يحدد الجراح كلفة هذه العملية لكن ناشطين على الإنترنت قالوا إنها تبلغ مليارات الدولارات. وعدد البدون يقدر ب110 ألف شخص، وهم ولدوا ونشأوا في الكويت ويطالبون بالحصول على جنسيتها. لكن السلطات تؤكد أن 34 الفا فقط هم الذين يمكن ان يحصلوا على الجنسية وأن الباقين هم من جنسيات آخرى. وفي العام 2011، أفاد تقرير لهيومن رايتس ووتش أن عدد البدون في الكويت كان 106 آلاف شخص مؤكدا استناده إلى إحصاءات للحكومة الكويتية. وأوضحت الإحصاءات أنه بالإضافة إلى ال34 ألفا المرشحين لنيل الجنسية الكويتية، هناك 42 ألفا حصلوا على الجنسية العراقية في حين حصل 26 ألفا على جنسيات آخرى وخصوصا السعودية والإيرانية والأردنية والسورية بينما يبقى 4 الاف لا جنسية لديهم. وأضافت هيومن رايتس ووتش أن الحكومة قدمت هذه الأرقام دون أن تكشف عن الإثباتات. وتقول السلطات إن غالبية البدون أو أجدادهم تسللوا إلى الكويت حيث قاموا بإتلاف أوراق هويتهم الأصلية للتمكن من الاستفادة من الامتيازات التي تقدمها الدولة الغنية بالنفط وخصوصا السكن المجاني. ورغم أن البرلمان أيد أكثر من مرة مشاريع حكومية لمنحهم الجنسية إلا أن تنفيذ هذا الإجراء يواجه بطئا شديدا حتى الآن. وأضاف البدر أن قرار منح الجنسية ل 34 ألفا من البدون لم يطبق حتى الآن رغم مرور 3 سنوات على إعلانه. وقال إن "تاكيدات الحكومة بأن البدون ينتمون إلى بلدان آخرى خاطئة ولا أساس لها. وإذا كانت هذه المزاعم صحيحة فلماذا لا تطردهم"؟ بدوره، قال عضو اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان فيصل الدويسان إن تجنيس البدون في جزر القمر "أمر خطير جدا" وهدد باستجواب رئيس الوزراء إذا أكدت الحكومة صحة هذا العرض.