أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، أن مصر ترفض التدخل في شئونها الداخلية، ولا يمكن أيضا أن تتدخل في الشئون الداخلية لتركيا، مشيرا إلى أن سياسة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تجاه مصر لا تعبر عن شعب تركيا. قال البدوى، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم، مع يونس سونير رئيس العلاقات الدولية بحزب العمال التركي المعارض عقب استقباله له بمقر الحزب، إنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة عقد اجتماع موسع لممثلين من الشعب التركي من نواب وجنرالات سابقين ورجال أعمال ووزراء سابقين للتأكيد علي أن علاقة الشعب المصري بالشعب التركي لا يمكن أن تتأثر بسياسة حكومة أردوغان. وشدد البدوى، علي أن هناك حالة من الغضب تسود الشارع التركي بسبب سياسة أردوغان تجاه مصر، مؤكدا أن الشعبين المصري والتركي تربطهما علاقات تاريخية وقديمة ولا يمكن أن تتأثر بسياسة أي حاكم. أوضح البدوى، أن اللقاءات التي تتم علي مستوي الأحزاب تؤكد عمق العلاقات المصرية التركية بعيداً عن تصرفات وسياسات حكام تركيا، مشيرا إلى أن هناك اتفاقاً بين حزبي الوفد والعمال التركي المعارض علي التبادل الإعلامي، وذلك من خلال صحيفة الوفد وبوابة الوفد الإلكترونية لكي ننقل الصورة الصحيحة للشعب التركي عما يحدث في مصر حتي لا تحدث وقيعة بين الشعبين. كما أكد البدوي، أن الاتفاقية التي تم توقيعها هى ضد الإرهاب وليست من أجل العداء ضد تركيا، وقال إن البروتوكول الذي وقع اليوم هو خير دليل على الدعم المقدم للمعارضة التركية، مؤكداً أنه سيتم التواصل مع القوى المعارضة الأخري في تركيا. من جانبه أكد يونس سونير رئيس العلاقات الخارجية بحزب العمال المعارض، أنه لا يمكن المقارنة بين قوة ومتانة العلاقات بين الشعبين المصري والتركي، وبين رجب طيب أردوغان. أشار إلي أن مصر وتركيا تواجهان نفس التحديات بما في ذلك الإرهاب وأدان الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع في سيناء، وقال إنه خلال الثلاثين عاما الماضية شهدت تركيا نفس ما تعانيه مصر حاليا من الإرهاب. أضاف أن مصر وتركيا تواجهان عدواً مشتركاً وهو الإرهاب والعدو الآخر هو القوي التي تحاول تقسيم الشعبين، مشددا علي أن مصلحة الشعبين المصري والتركي تتطلب تعاونهما معا كقوتين اقليميتين كبيرتين وليس وجود أي خلافات أو نزاع يتسبب فيه حاكم أو سياسات طائشة. كما أعرب عن استنكاره للسياسات التي ينتهجها "أردوغان"، في زيادة الهوة بين مصر وتركيا، قائلا:" اننا سنبني روابط وعلاقات ضد كل القوي الخارجية والداخلية التي تحاول اثارة الفتنة بين مصر وتركيا" . أكد أن العلاقة بين رجب طيب أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين بدأت في التصدع والانهيار، مضيفا أن مصر هي قلب الأمة الإسلامية بشعبها الكبير والعريق، وأن تركيا هي الجسر الذي يربط الأمة الإسلامية بأوروبا، وبالتالى فإنه لا غني عن وجود علاقة قوية بين البلدين. أشار إلى أن هناك خطوات ومواقف فعلية علي الأرض سيتم اتخاذها من جانب أحزاب المعارضة التركية لإصلاح العلاقات المصرية التركية، كما أن هناك خطوات ستتخذ من أجل زيادة التعاون بين أحزاب المعارضة التركية والأحزاب المصرية بقيادة حزب الوفد باعتباره أكبر الأحزاب في مصر. وكان الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، قد استقبل يونس سونير مسئول العلاقات الخارجية بحزب العمال التركي بمقر الحزب اليوم، وتم إصدار بيان مشترك بين الجانبين، حيث أكد البيان علي أن التعاون بين مصر وتركيا هو الضمان الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة. وشدد البيان أن التعاون بين الدولتين يمكن أن يغير الشرق الأوسط والمنطقة بأثرها والعالم كله، وأكد البيان أن الأمتين المصرية والتركية تواجهان نفس المخاطر المرتبطة بالإرهاب وعدم الاستقرار والأزمة الاقتصادية. كما شدد البيان على أن تدهور العلاقات المصرية - التركية لا يخدم الا القوى الخارجية المرتبطة بالبلدين. ودعا البيان إلى ضرورة تراجع جميع الأطراف في البلدين عن أي بيانات أو أنشطة تسبب الضرر في العلاقات الثنائية.