يبدو أن الدورة ال36 لمهرجان القاهرة السينمائي، ستكون أكثر اختلافاً عن نظيراتها السابقة، بل ستكون الحدث الأكثر وضوحاً على أرض مصر خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً فترة ما بعد ثورة يناير، كما أنها ستكون خالية من إقحام السياسة على أجندة أعمالها، بحسب التصريحات التي أدلى بها رئيس المهرجان سمير فريد، اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامه للإعلان عن تفاصيل المهرجان المقرر إقامته في التاسع من نوفمبر المقبل حتى 18 من الشهر ذاته. خلال تصريحاته بالمؤتمر، أوضح سمير فريد أنه استبعد هو وأعضاء الهيئة المنظمة للمهرجان فكرة وجود أي عمل يقدم دعاية سياسية لأى نظام حتى وإن كان يخص الدولة التي تقام عليها "مصر"، سواء كنا معه أو ضده بخاصة أننا نعتبر المهرجان وسيلة للتقريب بين الشعوب. والتغيير في محتوى المهرجان هذا العام يتضمن واحدة من الفعاليات المهمة تتعلق بسوق الفيلم، وما نقصده هو "ملتقى الصناعة"، حيث أوضح رئيس المهرجان، أنه طيلة السنوات الماضية لم يكن هناك أى بيع أو شراء أي افلام، ويرجع ذلك لطبيعة السوق السينمائي في مصر المغلق بخاصة أننا لا نملك سوى 120 دار عرض على عكس الإمارات التي تمتلك ما يقرب من 250 دار عرض، وهو ما يؤثر على وجود سوق مفتوح للسينما في مصر، إضافة إلى أن السوق في مصر مقسم إلى 70٪ أفلام مصرية و30٪ لباقي الأفلام، وهو ما دفعه هو وإدارة المهرجان للجوء لفكرة "ملتقى الصناعة" التي ستقام في المسرح المكشوف بدار الأوبرا، على أن يكون محمد سمير، المدير الفني للمهرجان مسئولاً عنها. ومن جانبه، أوضح محمد سمير، خلال المؤتمر الصحفي، أن الملتقى سيقدم شكلا حيويا للصناعة حيث ستكون هناك فرصة لعرض صناع المشروعات السينمائية الجديدة لبضع دقائق من أعمالهم، بالإضافة إلى دليل بأسماء وأرقام كل المشاركين للتواصل معهم. وحول تصميم الجائزة الخاصة بهذا الملتقى، أكدت مصممته إيمان البنا، أنها فكرت خلال تصميمها ان تقسم شكل الهرم من خلال الاستعانة بأهرامات صغيرة تؤدي في النهاية إلى شكل الهرم الأكبر، مشيرة إلى أن هذا الكم الكبير من الأهرامات الصغيرة يعبر عن كم التنوع الموجود في مصر. أما عن بوستر المهرجان، قال الفنان التشكيلي كريم آدم مصمم بوستر المهرجان، الذي تتصدره صورة الفنانة ناديه لطفي، إنه أبرز عيون الفنانة الكبيرة نظرا لأن صناعة السينما أساسها العين سواء عين المخرج أو المشاهد أو المصور أو الفنان، إلى جانب الجائزة في البوستر. وكشف سمير فريد، عن تكريم أربعة شخصيات هذا العام، وهم فولكر شولندورف وهو من أهم مخرجى ألمانيا والعالم، وحصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان سابقًا، بالإضافة إلى وزير الثقافة الفرنسي جاك لانج، والذى كان متواجدًا في عهد الرئيس الفرنسي ميتران خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات، وهو رئيس معهد العالم العربي في باريس، وهى واحدة من أهم المؤسسات الثقافية، والفنانة المصرية ناديه لطفي، مشيرا إلى انه تم الاتفاق عليها بالإجماع لتكون أول مصرية تفوز بهذه الجائزة، لاسيما وانها قدمت فقط في الفترة من عام 58 وحتى 68 ما يقرب من 70 فيلما، وكان لديها دائما رغبة واضحة في التجديد، إلي جانب دورها الوطني والسياسي، نافيا أن تكون والدتها بولندية ولكنها مصرية. وأشار فريد إلى أنه من المقرر أن يقام حفل الافتتاح في التاسع من نوفمبر بمحكى القلعة ويخرجه المخرج محمد أبو الخير، أما حفل الختام سيكون في مسرح الصوت والضوء ويخرجه وليد عوني، ويعرض فيلم الافتتاح الألماني "قطع" في العاشر من نوفمبر، وهو فيلم من إخراج فاتح حكيم وعمل عليه على مدار 10 سنوات، ويحكي عن فترة الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية، وقد تم تصويره في عدة دول منها كوبا وامريكا، وسيحضر مخرج الفيلم حفل الافتتاح ومعه الممثل طاهر رحيم، كما سيتم إذاعة أغنية "أهل الفن" للمطرب والموسيقار محمد عبدالوهاب قبل أي عرض سينمائي. بينما فيلم الختام يقام في 17 نوفمبر بالمسرح الكبير، وما بين حفل الافتتاح والختام سيقام حفلان بالمسرح الصغير.